مَرحَباً أَعِزاءِي،
إِنَهُ أَنَّا مَرةً أُخرى، عَلي. اليَّومُ أُريِّدُ أَنْ أُخبِرُكُم شَخصِياً بِمَا تَعلَّمْتُهُ وما فَهمْتُه فِي العِلَاجِ النَفْسيّ. يُحِبُ الكَثيِرونَ التَفكيرَ فِي أَقوالٍ مُعيِّنةِ عِنْدَّمَا يَتعلقُ الأَمرُ بِالعِلَاجِ النَفْسيِّ، مِثلُ „لَا تَحزَنْ“، „فَكرْ بِإيجَابيِّة“، „خُذْ نَفَسَّاً عَميِّقاً وَبَعدَ ذَلِكَ سَيَّكونُ كُلُ شَيء أَفضل“. وَهَذا يُقَيِّدُ العِلاَجَ النَفْسيِّ. فِيِّمَا يَتَعَلَقُ بِذَلك، أَوَّدُ أَنْ أَقوّلَ بِأَنَ مِثلُ هَذِهُ الأَقَوالِ لَها تَأثيرٌ بِالفِعّل. جَرِبوا تَمرين التَنفس ثُمَ أَخبِروني بَعدَ ذَلِكَ كَيِّفَ شَعرَتْم
ربما سَمِعتَم عَنِ الدَواءِ الوَهمِّي مِنْ قَبلْ. الدَواءُ الوَهمِّي هو دَواءٌ لَا يَحتَويِّ عَلى أَيِّ مَادَةٍ فَعالَّةٍ وبِالتَاليِّ لَيِّسَ لَهُ تَأثيِّر جَسديِّ. يَتِمُ اِستِخدَامُهُ فِي التَجارُبِ لِاختِبَارِ فَعاليةِ عَقارٍ آخرٍ. الفِكرةُ وَراءَ ذَلِكَ هِي أَنَ المَرء يُريِّدُ أَنْ يَعتقدَ بَعضَ النَاسِ أَنَهُم قَدْ تَناوَلوا عَقاراً، بِما أنَ ذلكَ يَخدِمُ أِغَراضٍ عَلميِّةَ
عندَ اِستِخدامِ الدَواءِ الوَهمِّي في المَراتِ الأولى، صَادَفَ أَحدَهم اِكتَشافاً مُثيِّراً لِلاِهتِمَامِ. حَيثُ أَفادَ بَعضُ الأَشخَاصِ الَذيِّنَ (عَلى الرُغمِ مِنْ أَنَهُم لَمْ يَتَناوَلوا أَيّ دَواءٍ حَقيِّقيّ) تَناوَلوا الدَواءِ الوَهمِّي أَنَ أَعرَاضَهُم تَحسَنَتْ
قَدْ يَعتَقِدُ البَعضُ بأَنَهُ شَيءٌ مُستَحيِّل. وَمع ذَلِكْ، هَذا صَحيِّح. وَهذا يُّشيِّرُ إِلى مَيزةِ دِمَاغِنَا. دِمَاغُنَا رَائِعٌ وِلَهُ نِظَامٌ مُعَقد، لَكِنْ يَّبدِو أَنَهُ يُمكِنُ التَلاعُبُ بِهِ أَو التَحكُمِ فِيِّهِ، تَأثيِّرُ الدَواءِ الوَهمِّي هو دَليِّلٌ عَلى ذلك. اِعتَقدَ هَؤلاءُ الأَشخَاصِ أَنَّهُم كَانْوا يَّتَناوَلونَ عقاراً حَقيِّقياً وذَلِكَ جَعلهُم يَشعُرونَ بِتَحسنْ
شيءٌ مُثيرٌ للاِهتِمام، أَليِّسَ كَذَلِك؟ إذاً، كُلُ الذي عَليَّ القِيامُ بهِ هو أَنْ أُصدِّقَ أَنَني بِخيرٍ وبَعد ذَلِكَ سَأشعُرُ بِتَحسن، أَليِّسَ كَذلِكَ؟ نَعم ولا، لَم أَقُل أَنَ أَدمِغَتَنا غَبيِّةَ، لَكنْ يُمكِنُنَا السيِّطرةَ عَليِّها جِزئياً، وَلَكِنْ بِطَريِّقةٍ مَنْطِقيِّةٍ
هَذا مَا يَعتَمِدُ عَليِّهِ العِلَاجُ النَفْسيِّ. يَتَعامَلُ العِلَاجُ النَفْسيِّ مَع هَذِا خُطوةٍ بِخطوةَ، رُبَما لِهذا السَببُ يَّستَغرِقُ أَحيِّاناً وَقتاً طَويِّلاً
الخُطوةُ الأولى الَتي يَجبُ اِتِخاذُهَا هِيَّ التَثقِيِّفِ النَفْسيِّ أو ما يُسمىَ بالتَربيِّةِ النَفْسيِّة. فَكَمَا يوحيِّ الاِسم، يَتعَلَقُ الأَمرُ بِفَهمِ النَفْسِ والشَكاوى. إِنَهُ مَبدأٌ بَسيِطٌ تَعملُ عَليِّهِ حَياتِنَا. لَا يُمكنُنِي العَملُ بِفَعاليِّةٍ عَلى شَيء مَا إِلا إذَّا كُنتُ أَعرفُ كَيِّفَ يَعملْ هَذا الشيء
لِذَلِكَ، أَولاً وَقبلَ كُلِ شَيء، يَشرحُ العِلَاجُ النَفْسِّي كَيِّفَيةَ نِشوءِ اِضطِرَابُ الاِكتِئَابِ أَو اِضطِرَابُ القَلقِ واِستِمرارِهم في العادة. يَتعلمُ المرء كيفَ تترابَطُ الأفكارُ والعَواطِفُ والسُلوكُ مع بَعضِها البعضْ وكيفَ يُمكنُ أن يؤديِ الجَمع غير المُواتي منها إلى مَشاكلٍ وشَكاوى
رُبَمَا يُمكِنُكم تَخيِّلَ شَيء مَا تَحتَ كُلٍ مِنْ هَذهِ المُكَوِنَاتِ الثَلاثَةِ. التَحديِ فِي العِلَاجِ النَفْسِّي هو فَهمُ تَفَاعُلِ هَذهِ المُكَوِنَاتِ ثُمَ السَيِّطَرَةُ عَليِّهَا. وَمِنْ ثُمَ، مِنَ المُهمِ فَهمُ وإِدراكُ مَاهيِّةِ المُشكِلَةِ بِالضَبطِ، وَمَا الَذيِ يُسبِبُهَا، وَكيِّفَ تَبقىَ المُشكلةُ مُستَمرة. عِنْدَها فَقطْ يُمكِنُكم حَلُهَا بِشَكلٍ أَفْضَلٍ وأَكثَرُ فَعاليِّةٍ
لِذَا، فَإِنَ التَربيِّةَ النَفْسيِّةَ هي جِزءاً لَا غِنَى عَنْهُ مِنْ العِلَاجِ النَفْسِّي! كَمَا ذَكرّنَا فِي المَنشورِ الأَخيِّرِ، هُنَاكَ أَيِّضاً تِقَنِيَاتٍ مُعيِّنةٍ تَعتَمِدُ عَلى الاِضطِرَابِ والمُشكِلةِ المُعَيَنين. بَينَمَا يُوجدُ لِلاكتِئابِ تِقَنِيَاتٍ مِثلُ تَنشيِّطِ السُّلوكِ أَو إِعادَةُ الهَيكلةِ الفِكرية، يَقومُ المَرءُ بِالكَثيِّرِ مِنْ العِلَاجِ بِالتَعرُضِ والكَشفِ لِاضِطَرابَاتٍ مِثلُ اِضطِرَابَاتِ القَلقِ. سَنُغَطِي بَعضَ هَذهِ الأَساليِّبِ فِي المِقالاتِ القَادِمَةَ
!إِلى اللِّقاءِ