رُهابُ الَخلاَء المَصحوبِ باِضِطرابِ الهلع

بِكاملِ السُرور نودُ إطلاعُكم علىَ مقالٍ مثير للاِهتمام جِداً يَتَحَدثٌ عن مُوضوعٍ مُهمً ولكن غير معروف بِشكلٍ كبير في العالمِ العربي: رُهَاب الَخلاَء واضطراب الهلع

https://www.psychenet.de/ar/mental-disorders/mental-disorders-3/panik.html

!نَتَمنى أن يعُجِبَكُم المقال أيُها الأعزاء

نَقصُ الانتباهِ واِضطرِابُ فَرطُ الحَركةِ

يمكنكم سماع النص المكتوب إذا كنتم لا ترغبون في القراءة

„لَقد كانَ كَلامُها وتَدَخُلِها مَصدرَ إزعاجٍ في المدرسةِ المِهَنية وقَد صَرفَ اِنتباهَ زُملائِها!“

„عماد بدى غير مُركز، فَهو غَالِباً مَا كَانَ يَحلمُ في يَقظَتِهِ ونَادراً مَا يُشارِكُ في التَدريباتِ في مَدرسةِ تَعلُمِ القِيادة!“

„لَم يَكُن بِإمكانِ أَميرة التَّركيزُ في عَملها إِلا لِفَترةٍ وجيزةٍ جَداً، كَانت تَنهضُ دَائماً مِن مَكانِها أَو تُخرجُ هَاتفها الخلوي مِن حَقيبةِ ظَهرها. فلَقد أَظهرت نَفسها مُضطَرِبةً كَما جَعلت زُملائها في الفَصل مُتَوتِرين!“

كَانتْ هَذهِ تَصريحاتٌ مُحتملةٌ مِن المُعَلِمينَ والمدربينَ ورؤساءَ العَملِ حَولَ الأَشخاصِ الَّذينَ يُعانونَ مِنْ مُتَلازِمَةٍ عَقليّةٍ مُحَددةٍ لِلغاية: نقص الاِنتِباهُ واِضطرِابُ فَرطُ الحَرَّكَة

لَم يَكُن عماد يعرفُ باسمِ المَرضِ أَو تَشخيصه. أُختُهُ الكُبرى تَقولُ بَأنَ لا يوجد مرضاً كهذا حَتى. أَصدِقَاءَهُ لَاحَظوا أَن الأَطفالَ فَقط هُم مَن يُصابونَ بِاضطِرَابِ فَرطِ الحَركةِ ونُقصِ الاِنتباهِ. وَقد كانَتْ وَالِدَتهُ قَد قَرأتْ بِأنَ الأَشخاصَ المُصابينَ باِضطِرَابِ فَرطِ الحَرَّكةِ ونُقصِ الاِنتباه يتم تَخديرُهُم بِالأَدويّةَ. أفكارُ عماد كانت مُتخبطة بِسبب الآراء المُختلفة الكثيرة

لَا يَكاد يُوجد أي مرض آخر يوجد فيه نقص معرفة والعديد من التحيزات كَما هو الحَالُ مَع اِضطرِاَبِ فَرطِ الحَرَّكةِ وَنُقصِ الاِنتباه. ليّسَ فَقط فِي الجَالياتِ العَربيةِ، ولَكن أيضاً في أَلمانيِا. فَفِي هَذا النَص، نُريّدُ أَن نَشرحَ مَا هو اِضطِرَابُ فَرطِ الحَركةِ وَنُقصِ الاِنتباهِ، وكَيّفِيةِ التَعرفِ عَليهِ ومُعالَجَتِهِ ومَا الَّذي قَد يَكونُ مُميزاً بِشأَنِ الإِصابةِ بِاِضطِرَابِ فَرطِ الحَرَّكةِ وَنُقصِ الاِنتباهِ فِي المُجتَمعِ العَرَّبي

اِضطِرَابُ فَرطُ الحَركةِ ونُقصُ الِانتباهِ مَوجودٌ بِالفِعلْ

رُبَما كُنتم لَتَعرِفونَ ذَلِّك الشُعورَ، وَضعتم المُفتاحَ في المكانِ الخاطئ. لَم تَعرفوا مَا إِذا كُنْتُم قَد تَركتُم الغَازَ مُشتَعلاً أَو لَرُبَما مَا زِلتُم تَعرِفونَ كَيفَ لَم يَكن بِإمكَانِكُم في صِغركم أَن تَجلسوا بِهدوءٍ أَمامَ وَاجِبَاتِكَم المَدرَسيّةَ وَكان عَليكَم النُهوضَ طَوالَ الوَقت. هَذا أَمرٌ طَبيعي لِلأشخَاصِ الَّذيّنَ يُعانونَ مِنَ اِضطِرَابِ فَرطِ الحَرَّكةِ ونُقصِ الاِنتباه. النسيان، أَحلامَ اليَّقظةِ، الشُعورُ بِالمللِ، أَو الضيعان في مُهمةٍ مَا ونسيانُ كَل شيءٍ مِن حَولِكم، „سَأفعلُ ذَلِكَ غَداً، هَذا أَكثرُ إِثارةٍ الآن“، „آه، مَا هو نَوعُ التَطبيقُ الجَديدُ المُثيرُ لِلاهتمامِ هَذا“ – مَا يتَبقى هو فالغَالِبِ عدم النظام والفَوضى في الرَّأسِ وَفي الواجباتِ اليَّوميِة

عِندَما نَتخيلُ كَيفَ يُمكِنُنَا ضَبطَ طَاقَتِنَا واَهتِمَامَنَا كَأشخاص مِن ١ (اِنتباهٍ مُنفتحٍ وضعيف لِلغاية) إلى ١٠ (تَركيزٍ كَامل) اِعتِمَاداً عَلى أَهميةِ المُهمةِ والمَوقفِ. عَلى سَبيِلِ المِثَالِ، إِذا كُنتَ تَستخدمُ اِهتماماً بـ ٤ وطاقة ٣ لِطهي المَعكَرونةَ واِهتماماً بـ ٩ والطاقة من ٥ لقراءة نصٍ مُهم، فَإنَ الخُبراء هنا يَتَحَدَثونَ عَنِ القُدرةِ عَلى تَنظيمِ وتوجيه الاِنتباهِ. هَذا يَعني أَنَنا نَستَخدِمُ موارِدِنَا المَحدودَة مِنَ الاِهتمامِ وَالطاقَةِ بِشَكلٍ أَو بآخر بِكفاءةٍ وبِشكلٍ مُستَدامٍ

يَفتَقرُ الأَشخاصُ المُصابونَ بِاضطِرَابِ فَرطِ الحَركةِ وَنَقص ِالاِنتباهِ إلى هَذهِ القُدرةِ عَلى التَنظيم. لَديِهم فَقط ٠ (اِهتمام موزع على نِطاقٍ وَاسعٍ) و١٥ (تَركيز هائل إِجمال على شيء معين ي وكُلُ شيءٍ آخر يَتمُ نِسيانُه). مَع وجودِ خَيارين فَقط، هُناكَ صُعوباتٌ فِي المَهامِ اليومية مِثلُ المَدرسة أو العَمل أو الأَعمالِ المَنزِليةَ أَو حَتى العلاقات. بالإضَافَةِ إلى ذَلِكَ، هُناكَ اِندفاعٌ قَوي فِي بَعضِ الأَحيانْ. هَذا يَعني أَنَ المُتَأثرين يَتَفَاعَلونَ بِفضولٍ بِشكلٍ خاصٍ مَعَ الأَشياءِ الجَديدةِ. أُناسٌ جُدُد، أَنشِطةٌ جَديدَةٌ، مُحَفِزَاتٌ جَديدةٌ. إِنهُم يَجِدونَ صُعوبةَ في التَحكُمِ فِي دَوافِعهم، يقطعون نَشاط واحد للآخر، أَو لا يُكمِلونَ المَهام َالَّتي بَدأوا فيها بِالفعل، أَو يَتفاعَلونَ بِصوتٍ عَالٍ، وَنشط بشكل ملحوظ، فَهم مُتوترون جَسدياً وَ „يُزعِجونَ“ البالغين والفُصولِ الدراسيةِ. وهَذا يَجعلُ مِنَ الصَعبِ على المُتَأثرين السَّعي لِلحُصولِ عَلى وَظيفةِ لِفَتَراتٍ أَطولَ أَو الحِفاظِ عَلى عَلاقاتٍ طَويلةِ الأَمدْ. تُظهِرُ الأَبحاثُ أَنَ الأَشخاصَ المُصَابين بِاضطِرَابِ فَرطِ الحَركةِ وَنَقصِ الاِنتباهِ فِي العَالمِ الجَنوبيّ (خَاصةً غَير المُعالَجين منهم) مُعَرضونَ بِشكلٍ أَكبرَ لِخطَرِ فُقدانِ الوظِيفَةِ، أَو الطَلاق، أَو حَوادِثَ السيارات، أَو الإِدمان، أَو مَشاكلَ الصحةِ العَقليةِ الأُخرى مِثلُ الِاكتِئابِ أَو اِضطِرَاباتِ القَلق


لِماذا هَذا؟ هَذا بِسببِ أَدمِغَةِ المُصابين، أَو بِالأَحرى، بِسبَبِ النَاقِلَاتِ العَصبيةِ في الدِمَاغِ. مَا يُسمى بـ „هُرمون المُكافأة“ الدوبامين على وَجهِ الخُصوص لَا يَعملُ كَما يَنبَغِي. يُساعِدُنَا الدوبَامين فِي هَيكلَةِ السُلوكِ والأَنشِطَةِ وتَحديدِ أَولوياتِهَا. الواجِباتُ المَنزليةُ مُزعِجَةٌ، وَلَكنْ عِندمَا يَتمُ ذَلِكَ، يَتم إِطلاقُ الدوبامين و „ونشعروا بعدها بشعور المكافأة“. الأَمر نَفسهُ يَنطبقُ عَلى إِخراجِ القُمامةِ، أَو القِيَامِ بِتَدريبٍ مِهَني، أَو العُثورِ على شريك، أَو النهوضِ، أَو طَهي الطَعامِ، أَو التَواجدِ فِي الوَقتِ المُحدَدِ أَو العَملِ بِشكلٍ مَوثوقٍ. ولكن في العصر الحديث، مع التوافر اللامتناهي للإلهاء، أصبح من الصعب علينا جميعاً أن نُوجه انتباهنا على نشاط ما، فكل شيء مثير للاهتمام ويكافئنا على الفور بجرعة من الدوبامين. بالنسبة للأشخاص المصابين باِضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، يتكون العالم من عدد لا حصر له من عوامل التشتيت في الحياة اليومية. إنه أمر مُرهق ومُخيف وغالباً ما يُحمل المرء أكثر من وسعه

لَا يَقتصرُ اِضطِرَابُ فَرطُ الحَركةِ وَنُقصُ الاِنتباهِ عَلى الأَطفالِ فَقط

يَرى عماد أن هذه الصفات تَنطبق على نفسه وعلى ابن عمه الصغير الذي يبلغُ من العمر ١٣ عاماً والذي لا يمكن السيطرة عليه إلا بصعوبة. فهو يهز كرسيه، ويُعطل الصف، ويصرخ بصوت عالٍ. عماد أهدى نوعاً ما، في الغالبِ لديه أحلام يقظة إلى حد ما. أصبح عماد فضولياً وذهب إلى الطبيبة التي شرحت له أشياء مهمة

يُمكنُ أَن تَختلفَ أَعراضُ اِضطِرَابِ فَرطِ الحَركةِ ونَقصِ الاِنتباهِ فِي شِدَتِها، حَيثُ تَظهرُ الأَعراضُ عَلى حَوالي ١٠٪ مِنَ السُكانِ، وتَحدثُ هَذهِ الأَعراضُ في ثَلاثةِ أَنواع:

فَرطُ النَشاطِ والاِندِفاع

نَقصُ الاِنتباهِ

النَوع المُختلطُ: نَقصُ الاِنتباهِ وفَرطُ النَشاط

مثير للاِهتمام! ثُمَ سَأَلَ عماد الطبيبة أَخيراً عَمْا يَدورُ فِي ذِهنهِ. هَلْ يُمكِنُ لِلبالِغين أَيضاً أَن يُصابوا بِاضِطرَابِ فَرطِ الحَركةِ ونَقصِ الاِنتباه؟ الجَوابُ: نَعمْ، يُعاني الكَثيرُ مِنَ البَالِغين مِن اِضطِرابِ فَرطِ الحَركةِ ونُقصِ الانتباه ولَا يَعرفون ذَلِك. حَتى تِسعينياتِ القَرنِ المَاضي، كَانَ العُلماءُ يَعتقدونَ أَيضاً أَنَ الأَطفالَ فَقط هُم مَن يُصابونَ بِاضِطرابِ فَرطِ الحَركةِ ونَقصِ الاِنتباه. لَكنَ ذَلِكَ غَير صَحيح. يَبدأُ اِضطرابُ فَرطِ الحَركةِ ونَقصِ الاِنتباهِ دَائماً فِي مَرحلَةِ الطُفولةِ، وَلكنَ الأَعراضَ تَستمرُ عَادةً حَتى مَرحلةِ البُلوغِ. هُناكَ العَديدُ مِنَ الأَحكامِ المُسبقةِ حَولَ المَرض. غَالباً مَا يَتحملُ الوَالِدانِ المَسؤوليَّة. ويتم اتهامهم بأنهم فعلوا شَيئاً خاطئاً فِي تربيتهم. ولكن الحِصةَ الجِينية لِاضطِرَابِ فَرطِ الحَركةِ ونَقصِ الاِنتباهِ عَاليةٌ جِداً. هَذا يَعني أَنَهُ الاِضطراب يَنتَقِلُ حَتى قَبل تَربيةِ الآباءِ والأَجداد

عماد يشعر بالارتياح قليلاً، لكنه حزيناً أيضاً. يتذكر كيف كان يكافح دائما للتركيز وتكوين الصداقات. بعدها بدأ بالبكاء والطبيبة تتعاطف معه. بعد ذلك، تَسألُ الطبيبة شيئاً مُهماً: عماد، مَا الَذي تُجيِّدُهُ بِشكلٍ خَاصٍ؟

لَم يُفكرَ عماد حَقاً فِي ذَلِك حَتى الآن. لَكن شَيئاً فشيئاً تَتَبَادرُ إلى ذهنه الأفكار. إنه فُضولي لِلغايِّةَ عِندَما تَهمهُ الأَشياء. يُحبُ أَن يَرسمَ وَيَعزفَ عَلى الجيتار. إِنَهُ يُفكرُ بِشكلٍ مُختَلفٍ عَنِ الآخريِّن، وَعادةً مَا يَأتي بِحلُولٍ إِبداعِيَّةٍ لِلغايَّة لِلمَشاكِلِ ونَعم، إنَهُ يُحبُ المَشاكِلَ المُعَقَدة، وَيمكنُهُ حَقاً أَنْ يتشبث في إيجاد حل لها وَمِن ثُمَ فَهوَ أَيِّضاً مُبدعٌ جِداً. تَبتَسمُ الطَبيبُة وتَقول: „نَعم، فِي عَالَمٍ يَتَطَلَبُ النِظَامَ والمَوثوقيِّةَ، غَالِباً مَا يَشعرُ الأَشخاصُ المُصابونَ بِاضطِرَابِ فَرطِ الحَرَّكةِ ونَقصِ الِانتِبَاهِ بالاِرتباك. وَلَكِنْ عِنْدَما يَتَعَلَقُ الأَمرُ بِالحُلولِ الإِبداعيةِ والتَفكيرِ خَارجَ الصُندوقِ، فَإنَ لَديِّهم نُقاطَ قوَتِهمْ“

يشعر عماد بِتَحَسُنٍ قَليِّلٍ بِالفَعل ثَم يتجرأُ على طَرحِ السؤالِ: „هَل يَجبُ أَنْ أَتَناوَلَ دَواءاً يُهدئُني الآن؟“ تنظر إليه الطبيبة بجدية: „الأدوية مثلريتالين أو ميديكينيت لَها سُمعةُ سَيِّئةَ. ومَع ذَلِك، فَهي تُقدمُ مُساعَدَةً كَبيرةً لِكَثيرٍ مِنَ النَاس. ومَع هذا، فَإِنَ الجُرعةَ الصَحيِّحةَ مُهمةَ وَقَدْ يَستَغِرقُ ذَلِكَ بِضعَ مُحاوَلات. مِنَ المُهمِ أَيضاً تَوخي مَزيداً مِنَ العِنايِّةَ. فِي العِلَاجِ النَفْسيِّ، يُمْكِنُ مُمَارَسةُ السُلوكِيات المُفيدة لِإدارةِ الحَيَّاةِ اليَوميِّةَ. يُساعدُ العِلاجُ الحركي أَو الفيزيائي فِي المَهاراتِ الحَرَّكيَّةِ الدَقيِقَةِ والجَسيمةِ وَيُمكِنُ لِلطَبيبِ النَفْسيِّ تَقديمُ المَشورةِ بَشأَنِ الأَدويِّةَ

اِضطِرَابُ فَرطُ الحَركةِ وَنُقصُ الاِنتباهِ في مُجتَمعاتِ المُسلِمين

عماد يفكر في والديه. لَم يتحدثوا أبداً على سلوكهِ المَليءُ بِالحَيويِّةَ، ونَادِراً مَا كان سلوكِ اِبنُ عَمهِ يسبب مشكلة. يُقالُ دَائماً „الأَولادُ هَكَذا“. لو كَانت أُختهُ هي المَليئة بالحركة والمُتَمَردة، فَسيلَّكونُ الأَمرُ مُختَلِفاً. لَيِّسَ فَقط فِي العَائِلاتِ العَربيِّةِ، ولَكنْ أَيِّضاً فِي العَائلاتِ الأَلمانيةِ، يَجبُ أَن تَكونَ الفَتياتُ أَكثرَ طِيبةٍ ولَطافَةٍ. يَعتَقَدُ عماد أَنَ هَذا غَيِّرُ عَادلٍ، عِندَما يَكونُ لَديهم اِضطِرابٌ بِفَرطِ الحَركةِ ونَقصِ الاِنتباهِ، يَكونُ الأَمرُ صعباً على الفتيات أيضاً حَقاً

يَبحثُ عَن ذَلِكَ عَلى الإنترنت ويَرى أَنَ نَسبةَ اِضطِرابِ فَرطِ الحَركةِ ونَقصِ الِانتِبَاهِ فِي المُجتَمعاتِ العَربيِّةِ هي تَقريباً نَفس النِسبةَ فِي المُجموعاتِ السُكانيةِ الأُخرى. يَبحثُ أَكثرَ ويَكتشفُ بأَنَ هُناكَ تَسامُحاً أَكبر فِي ثَقافَتِهِ مَع اِرتفاعِ الصَوتِ والطَبيعةِ العصبية لِلأطفالِ، عَلى الأَقل مِنَ الأَولادِ الذكور. بِالإِضافَةِ إِلى ذَلِكْ، غَالباً مَا لَا يُؤمنُ النَاسُ بِالأَمراضِ العَقليةِ، وَإذا كان مرض أو اضطراب الأطفال ملحوظاً، فيتم محاولة إخفاء المرض، وإِلا فَإنَ الآباءَ والأمهاتَ سيتعرضون إلى نظرات الحكم المسبق القاسية من المجتمع. هَل هَذهِ كُل الأَسبابِ الَتي لم تجعل أحداً يُخبر عماد بأَنَ لَديهِ حَالةٌ تُسَمى اِضطِرَابُ فَرطِ الحَركةِ ونَقصِ الِانتِبَاه؟

بَعدَ فَترةٍ مِنَ الزَمن

بَعدَ اِنتِظَارٍ لَا نِهايَّةَ لَهُ عَلى مَا يَّبدو (لَيِّسَ بِهَذهِ السُّهولةِ لِشخصٍ مُصابٍ بِاضطِرَابِ فَرطِ الحَرَّكَةِ ونَقصِ الاِنتِبَاه)، بدأ عماد بالذهاب إلى المعالجة النفسية. لَقدْ حَالَفَهُ الحَظ. فهو يُدركُ الآن أَنَهُ يُمكنُ أَنْ يَكونَ الشَابَ الأَذكى والأَغبى والأَكثرَ حَماساً ومللاً فِي نَفسِ الوَقتْ، كُلُ ذَلِكَ فِي لَحظَةٍ وَاحدةٍ. لَا يَزالُ يُكافحُ مِن أَجلِ السَّيطَرةِ عَلى اِنتِبَاهِهِ، لَكنِهُ يَستفيدُ بِشكلٍ أَفضل مِن نِقاطِ قوَتهِ. يَرسم بِانتظام وبعد بعض الترتيبات في المدرسة المهنية لديه الآن خطة دراسية أكثر مرونة تتناسب مع حالته. هَذا جَيدٌ بِالنِسبَةِ لَهُ. دِماغُهُ مَوصُلٌ بِطَريِّقَةٍ مُختَلِفَةٍ، العالم ليس دائما مَصنوعاً مِن أَجلهِ، لكنه يرى الجمال فِي الحَقيقةِ بأنه هُنَاكَ أَشخاصٌ مُختَلِفون لَديهم أَدمغةٌ مُخَتلِفَةٌ ومُستَويَّاتُ دوبَامين ونقاطُ قوةِ وضَعفْ مختلفة