مُقابَلةٌ مَع فَرِيقِ البَحثَ العِلمي المَسؤولِ عنْ اِختِبارِ بَرنامج خُطوةَ خُطوةَ

تَعَرفوا على تَطبِيقِ خُطوةَ خُطوةَ وإمكانياتهُ في تَخفيفِ الضَغطِ النَفسي

مَا هِي اِحْتِيَاجَاتُنَا الْأَسَاسِيَّة؟

بشكلٍ عامٍ، الاحْتِيَاجَاتُ هيَ رَغَبَاتُ/أُمْنِيَاتُ الشَخص الذي يُريِدُ بِهَا تَعوِيضَ نَقصاً مَوجودٍ لَدَيهِ. هُنَاكَ العديدُ مِنَ الاحْتِيَاجَاتِ المُختَلِفةِ والتي لها أَهمْيَّة مُختَلِفةَ عند الناسِ. يُعتَقَدُ أَنَ الاِحْتِيَاجَاتَ „الأَسَاسِيَّة“ هي عَالَميَّة. بِمَعنْى آخر تَنطَبِقُ على جَمِيعِ الأَشخَاصِ، بِغَضِ النَّظَرِ عَن المُتَغَيّرَاتِ أَو الخَصَائِصِ لِكُلِ فَردٍ مِثلُ الثَقَافَةِ والجِنْس وَمَا إلى ذَلك

كُلُ شَخصٍ لَدَيهِ اِحْتِيَاجَاتٌ أَسَاسِيّةٌ لَكِنْ بِدَرَجَاتٍ مُتَفَاوِتَةَ. نَحنُ لَدِيّنْا اِحْتِيَاجَاتٌ جَسَدِيةٌ أَسَاسِية مِثلُ الطَعامِ (فَهُنَا النَقصُ المَقصودُ هوَ الجوع) والشَرابِ (النَقصُ المَقصودُ هو العَطَش) وكَذَلِكَ اِحْتِيَاجَاتٌ نَفْسّيِةٌ أَساسية. في المَقَالِ الخَاصِ بِالعَوَاطِفِ، أَوضَحنا بالفِعلِ العَلاقةِ بَيِنَ المَشاعرِ والاِحتِيَاجَاتِ. المَشاعرُ مُثلُ الخَوفِ أَو الفَرَحِ هي أَدلةٌ دَاخليةٌ لاِحتِياجاتُنا

الحَاجَةُ الأَسَاسِيّةُ لِلشُعورِ بالأمَانِ مُهِمةٌ لِلغايةِ، وخَاصةً للأشخَاصِ الَذينَ يُعَانونَ مِنْ القَلق أَو الَذيِنَ يَجِدونَ أنْفُسَهم في خَطرٍ كَبيرٍ. الشُعورِ بالأمَانِ يَعنِي عَدمَ التَعَرُضِ لِأَخطَارٍ جَسَدِيّةَ أَو نَفْسّيِةَ. قَدْ نَشعُرُ رُبَما بِالأَمَانِ في شَقَتِنْا الخَاصّةَ أَو بالأَمانِ خِلالِ السَّيِرِ في الشَّوَارِعِ. ولَكِنَهُ يَعني أَيضاً الأَمنُ المَالي أو وجودَ مَنظورٍ مِهَني أَو شَخْصِي

الحَاجةَ الأَسَاسِيّةَ الثَانِيةَ هي الاِنْتِمَاء. حتى لو كانت الثقافة الألمانية أكثر فردية من الثقافة العربية، فإن الجميعَ هُنَا أَيضاً يُرِيدُ أَنْ يَشُعرَ بشعورِ الاِنْتِمَاءِ. سواءً كان لِلعَائلةِ أَو لِلشَرِيكِ أو لِلأَصدِقَاءِ أو لِلعَمَلِ أَو لِمُجتَمَعٍ دِيّنِي أَو بِبَسَاطة في وَقتِ الفَراغِ لِلنَادِي أَو مَع الآخَرِين أَثنَاء مُمَارَسَةِ هِوَايِةَ ما. يَشعُرُ البَعضُ أَنَهُم يَنْتَمونَ إلى بَافَارِيا ومِيونِيخ وآخَريِنَ إلى الكَرنَفالِ. لِذا فَالأمرُ يَتَعَلَقُ دَائِماً بِأَنْ نَكونَ جِزءاً مِن شَيء مَا أَو مُجتمعٍ أَو مَجموعةٍ. نُريدُ أَنْ يَتِمَ فَهمُنَا وتَقدِيرُنَا مِن قِبَلِ الآخَريِن في مُجتَمَعِنَا، حَتى نَشُعر وكَأنَنَا في بَيتِنَا هُنَاك

في الوقتِ نَفسِه، نَحتَاجُ جَمِيعاً في بَعضِ الأَوقاتِ، إلى العَكس: إلى أَنْ نَكونَ وَحدَنَا مَع أَنْفُسِنَا، مِنْ أَجلِ قَرَارَاتِنَا وآرَائِنَا. يُمكِنُ لِلمرءِ أَنْ يَتَخَيّلَ جَيداً أَنَ هَاتينِ الحَاجَتِين للاِنتماءِ والاِستِقلال يَتَعَارَضَانِ أَحيَّاناً مَع بَعضِهِمَا البَعض

يَفتَرّضُ عِلمُ النَفْسِ الغَرّبِي أَيضاً أَنَنا كَبَشرٍ نُرِيدُ أَنْ نَرَى مَعناً في أَفعَالِنَا وحَياتِنَا

إِنَ المَعنَى يَختَلفُ كَما يَختَلِفُ الأَشخَاصُ أَنفُسهُم، يَجِدُ البَعضُ المَعنَى فِي مُساعِدة ِالآخَريِن. البَعضُ الآخرُ يُريِدونَ حِمَايَة البِيئةَ أَو رِعَايةِ أُسَرِهم أَو تَجميلِ العَالمِ بالفَنِ أَو التَطور شَخصياً

إنَ جَميعَ الاِحتِيَاجَاتِ تَتأثَرُ بِشدةٍ بِالثَقَافةِ كَما وتَتَغَيرُ أَيضاً في مَسارِ حَيَاتِنَا. خَاصةً أَثنَاءَ وبَعدَ الهِجرةَ مِن ثَقافَةٍ إلى ثَقافَةٍ أُخرَى، فَعَلى المَرءُ أولاً إعَادةِ تَوجيهِ نَفسهِ

مَا هيَّ القِيَّمُ المُهِمةُ هُنَا وأَيٌّ مِنْها أَرغَبُ في تَبَنِيها؟ ما هي القِيمُ المُهمةُ بالنِسبَةِ لي ومَا هيَّ القيَّم التي أَرغَبُ في تَكييفها لكي تتناسب مع القِيَّمِ الموجودةِ هنا؟

الاِحتِيَاجَاتُ الأَسَاسيّةُ هي دَائِماً مَكانٌ جَيدٌ لِلبدءِ. هي تَسمَحُ لِلمرءِ أَن يَسألَ نَفسَهُ عَن الاِحتِيَاجَاتِ التي تَمت تَلبِيتُها جيداً بالنِسبَةِ له وأُيها لَم يَتمُ تَلبِيَتُها

وإذا تَعَذَرَ تَلبيةُ بَعض الاِحتِيَاجَات بشكل جيد في الأوقاتِ الصَعبَةِ، فَهل لا يَزالُ بِإمكَاني فَعلُ شَيءٍ حِيَالَ ذَلك؟ إذا شَعرَتُ بِالوحدةِ، هَل يُمكِنُنِي الاِتصالُ بِصديقٍ/ةٍ أَو إرسَالُ رِسَالةٍ نَصيّةٍ إليهِ/إليها؟ إذا كُنتُ أَتوقُ لِهَدفٍ وَمَعنى أكثر، فَهل يُمكِنُني مُسَاعَدةُ شَخص مَا أَو تَعلمِ شَيء جَديد؟

العِلاجُ النَفسي للاجِئين عَبرَ الإنتَرنِت.. هَل يُخَففُ الألم المَسكوتْ عَنهُ؟

الحربُ، رِحلةُ اللُجوءِ والحَياةُ في مُجتَمَعَاتٍ مُختَلِفةَ، تَجاربٌ عَايَّشَها اللَّاجِئونَ السّوريِين وأَثرَت بشدةِ على نَفسِيةِ العَدِيدِ مِنهُم. غَيرَ أَنَ ثَقَافةِ العَيبْ قَد تُثنِيهِمْ عَن اللُجوء لِلعِلاجِ النَفْسِّي، فَهَلْ يُقدمُ العُلاجُ عَبرَ الإنتَرنِت الحل؟

بالتعاونِ مَع جَريِدةِ مُهاجِر نيوز، أَجرَى فَريقُ البَحثِ العِلميّ المَسؤولُ عَن المُدَونَةِ مُقابلةً تُعالجُ مَوضوعَ العِلاجَ النَفْسّي عَبرَ الإنتَرنِت وإمكَانِياتِهِ في تَحسِينِ الوضعِ النَفْسِّي للَّاجِئينَ والمُهَاجِرينَ المُقيمِينَ في أَلمانيا. لِرؤيَةِ المَقالِ الذي يُلخصُ المُقابلةِ، الرَجاءُ الضَغطَ هُنا

اِعتَنوا بأَنْفُسِكُمْ

مَاذا نَفعلُ عِنْدَمَا يَشعُرُ شَخصٌ مُهمٌ في حَيّاتِنْا بِضيقٍ نَفْسّي

:مُؤَخَّراً، أَخبَرَتني صَدِيّقَتي رَهَف التَالي

أَعتقدُ أَنَ أَخي مُكتَئبٌ وَهوَ في حالةٍ سَيئةٍ للغايةِ. إنْهُ يَشعرُ بالِاكتئابِ الشَّديِدِ كُلَ يَومٍ ولَم تَعُدْ الأَشياء الجَميِلةَ قَادرةً على ِاسعَادهِ. هَذا يَجعَلُني حَزينةٌ جِداً ايضاً. حَاولتُ مُسَّاعَدتُه ولَكنْ دونَ جَدوى. أُفَكرُ كُلَ يومٍ كَيفَ يُمكِنُني دَعمُهُ بِأَفضلِ شَكلٍ. لَكِنَنَي بِالفِعلِ اَشُعرُ بأَنَني قَد استَنفَذتُ قِوايّ. بالإضافةِ إلى ذَلكَ لَديَّ الكَثيرُ مِنَ الأُمورِ التَي تَشغَلُنِي ويَتَوَجَبُ عليَّ التَفكِيرُ بِها! لا اَستطيعُ المُتَابَعة على هذا النَحو

نَحنُ البَشرُ كَائناتٌ اجتِمَاعِيةَ: على مَدارِ حَيَاتِنا، تَتَعَمَقُ عَلاقَاتَنا مَع أَفرادِ الأُسرَّةِ، نَقَعُ في الحُبِ ونَجَدُ شَريكُ حَيَاتَنا، ونُكَوّنُ صَداقاتٍ مَدى الحَياة. هُنَاكَ أَشخَاصٌ مُهِمونَ بِشكلٍ خَاصٍ بالنسبةِ لَنْا ونَحنُ قَريبونَ مِنْهُم جِداً. في العَالمِ العَرَبيّ بالأَخص يَملِكونَ العَائِلةُ والأَصدِقاءُ مَكانَةً مُهِمةَ للغايةِ

عِنْدَما يَشعُرُ شَخصٌ قَريبٌ جِداً مِنْا بِتَعَبٍ نَفْسّي، فَإنَ هَذا يؤَثْر عَلَينا بِشَكلٍ كَبير. نَكونُ مُرهَقين ومَعنِيينَ بِالأمرِ. يُعَبرُ هذا التَأثير السَلبي عَن نَفسهِ بوضوحٍ عَلى المُستَوى العَاطِفي خُصوصاً. فَقَد نَختَبرُ أَحد المَشاعرَ التَاليةَ

١. الحُزن، ولِأنْهُ يؤِلِمُنا أَنْ نَرى شَخصاً مُهِماً جِداً بالنْسبَةِ لَنْا، في حَالةٍ سَيئةٍ

٢. اليأَس وذَلكَ لِأَنَنَا لا نَعرفُ كَيفَ يُمكِنُنَا أَنْ نُسَاعِد

٣. الخَوف لِأَنَنَا لا نَعرفُ مَا الَذي سَيَجري ومَاذا سنَفعَلُ بَعدَ ذَلك

٤. الإحبَاطُ والغَضب لأنَ حَياتَنا الخَاصةَ اَصبَحتْ خَارج السَيّطَرةَ وتَعُمُها الفَوضَى

 ٥. الشُعورُ بالذَنبِ والخَجلِ للاِعتِقَادِ بِأَنَنا أَنانيون عِندما نُفَكرُ في حَياتَنا بَينَما الشَخص القَريب مِنْا في حالةٍ سيئةٍ وليَسَ بِخير

بالإضافةِ إلى ذَلكَ، غَالباً مَا يُؤَدي القَلقُ والعِنَايةُ اليَوميَّةَ لِلفردِ المَعني إلى وَضعِ قُيودٍ على حَياتِنا الاجتِمَاعِيةَ وعلى اَوقاتِ الفَرَاغِ الخَاصةِ بِنا. إنَهُ أَمرٌ مَفهومٌ وطبيعي لِلغاية بأَنَنا نُريدُ المُسَاعَدةَ. قَد نَنجحُ بِعمل ذَلك أيضاً بشكلٍ جَيدٍ لبَعضِ الوَقت. ومَع ذَلك، في مَرحلةٍ ما، قَد نَختَبرُ شُعوراً مُمَاثِلاً لِشُعورِ رَهف في المِثالِ أَعلاه

هُنا يَبرزُ السّؤَالُ: مَاذا يُمكِنُنَا أَن نَفعلَ لِأَنفُسِنَا في هَذهِ الحَالة؟

بِسَببِ الضَغطِ الَذي نَمرُ بهِ، مِنَ المُهمِ أَن نَنظُر إلى أَنفُسِنَا وأَن نَطلُبَ الدَعم والمُسَاعَدةَ مِنَ الآخَرين مِن أَجلِ التَعامُلِ مَع هَذا المَوقِفِ الصَعب. وبِهذهِ الطَرِيقةَ، يُمكنُ ضَمانُ دَعمٍ أَفضل لِلأشخاصِ المُقَرَبينَ مِنْا، لِأَنَهُ إذَا سَاءت حَالتُنا، لَن نَتَمَكنُ عِنْدَها مِن تَقديمِ المُسَّاعَدة َبِشكلٍ جَيدٍ. اِليِّكُم بَعضُ النَصائحِ المُتَعَلِقةِ بِذَلك

الِانتِباهُ للاحتِياجَاتِ الذَاتيةِ

١. يَجبُ أنْ نَسّألَ اَنْفُسَنَا عَمّا نَحتَاجُهُ ومَا هو جَيدٌ لَنْا

٢. مُراعاةُ قُدُرَاتِنَا وحُدُدِنا، ومُشَاركةُ المَسؤولِيةَ مَع أَفرادِ الأُسرةِ أَو الأَصدِقاءِ الآخَريِن

٣. التَخطيط لِوقتِ الفَراغِ

تَجَنُبُ العُزلةِ

١. المُحَافَظَةُ عَلى الصَدَاقَاتِ وتَنمِيَةِ الهِوايَاتِ

٢. الاِبتعادُ عَن العزلةِ

٣. التَحَدُثَ مع الآخريِن حَولَ هَذا المَوضوع

الحُصولُ عَلى الدَعمِ

١. الحُصولُ على المَعلوماتِ عَن طريقِ الأشخَاصِ الأَخصَائِيينَ ضِمنَ دَائرةِ مَجموعات الأقارب، مُسّتَشاري مَجموعات الأقارب وفي الإنترنت

٢. البَحثُ عَن الدعمِ النَفْسّي إذا لَم تَنفعُ الخُطواتِ السَّابِقةَ

القارئات والقُرّاءُ الأَعزاء

نَحنُ نَعلمُ مَدى سُهولةِ قَولِ هَذهِ النَصائح مُقارَنةً بِمَدى القوةِ والشَجَاعَةِ المَطلوبَتَين لإتّباعِ أَحد النَصائح. مِنَ المُهمِ أَنْ تَعرِّفوا: أنْتُم لَستُم وَحدَكُم! دَعّوا الآخَرين يُسَاعِدونَكُم

يُمكِنُكُمُ الحُصولُ عَلى اِستشارةٍ خَاصةٍ بِأَقاربِ اللّاجِئينَ المُصابِينَ بأمراضٍ نَفْسّيةٍ عَلى العُنوَانِ التَالي

https://www.caritas-berlin.de/beratungundhilfe/berlin/flucht-und-migration/beratung/fuer-gefluechtete-mit-psychischen-erkrankungen/restart-empower/fuer-gefluechtete-mit-psychischen-erkrankungen

اِعّتَنْوا بِأَنْفُسِكُم! حَتى الاُسبوعِ القَادمِ