مَاذا نَفعلُ عِنْدَمَا يَشعُرُ شَخصٌ مُهمٌ في حَيّاتِنْا بِضيقٍ نَفْسّي

:مُؤَخَّراً، أَخبَرَتني صَدِيّقَتي رَهَف التَالي

أَعتقدُ أَنَ أَخي مُكتَئبٌ وَهوَ في حالةٍ سَيئةٍ للغايةِ. إنْهُ يَشعرُ بالِاكتئابِ الشَّديِدِ كُلَ يَومٍ ولَم تَعُدْ الأَشياء الجَميِلةَ قَادرةً على ِاسعَادهِ. هَذا يَجعَلُني حَزينةٌ جِداً ايضاً. حَاولتُ مُسَّاعَدتُه ولَكنْ دونَ جَدوى. أُفَكرُ كُلَ يومٍ كَيفَ يُمكِنُني دَعمُهُ بِأَفضلِ شَكلٍ. لَكِنَنَي بِالفِعلِ اَشُعرُ بأَنَني قَد استَنفَذتُ قِوايّ. بالإضافةِ إلى ذَلكَ لَديَّ الكَثيرُ مِنَ الأُمورِ التَي تَشغَلُنِي ويَتَوَجَبُ عليَّ التَفكِيرُ بِها! لا اَستطيعُ المُتَابَعة على هذا النَحو

نَحنُ البَشرُ كَائناتٌ اجتِمَاعِيةَ: على مَدارِ حَيَاتِنا، تَتَعَمَقُ عَلاقَاتَنا مَع أَفرادِ الأُسرَّةِ، نَقَعُ في الحُبِ ونَجَدُ شَريكُ حَيَاتَنا، ونُكَوّنُ صَداقاتٍ مَدى الحَياة. هُنَاكَ أَشخَاصٌ مُهِمونَ بِشكلٍ خَاصٍ بالنسبةِ لَنْا ونَحنُ قَريبونَ مِنْهُم جِداً. في العَالمِ العَرَبيّ بالأَخص يَملِكونَ العَائِلةُ والأَصدِقاءُ مَكانَةً مُهِمةَ للغايةِ

عِنْدَما يَشعُرُ شَخصٌ قَريبٌ جِداً مِنْا بِتَعَبٍ نَفْسّي، فَإنَ هَذا يؤَثْر عَلَينا بِشَكلٍ كَبير. نَكونُ مُرهَقين ومَعنِيينَ بِالأمرِ. يُعَبرُ هذا التَأثير السَلبي عَن نَفسهِ بوضوحٍ عَلى المُستَوى العَاطِفي خُصوصاً. فَقَد نَختَبرُ أَحد المَشاعرَ التَاليةَ

١. الحُزن، ولِأنْهُ يؤِلِمُنا أَنْ نَرى شَخصاً مُهِماً جِداً بالنْسبَةِ لَنْا، في حَالةٍ سَيئةٍ

٢. اليأَس وذَلكَ لِأَنَنَا لا نَعرفُ كَيفَ يُمكِنُنَا أَنْ نُسَاعِد

٣. الخَوف لِأَنَنَا لا نَعرفُ مَا الَذي سَيَجري ومَاذا سنَفعَلُ بَعدَ ذَلك

٤. الإحبَاطُ والغَضب لأنَ حَياتَنا الخَاصةَ اَصبَحتْ خَارج السَيّطَرةَ وتَعُمُها الفَوضَى

 ٥. الشُعورُ بالذَنبِ والخَجلِ للاِعتِقَادِ بِأَنَنا أَنانيون عِندما نُفَكرُ في حَياتَنا بَينَما الشَخص القَريب مِنْا في حالةٍ سيئةٍ وليَسَ بِخير

بالإضافةِ إلى ذَلكَ، غَالباً مَا يُؤَدي القَلقُ والعِنَايةُ اليَوميَّةَ لِلفردِ المَعني إلى وَضعِ قُيودٍ على حَياتِنا الاجتِمَاعِيةَ وعلى اَوقاتِ الفَرَاغِ الخَاصةِ بِنا. إنَهُ أَمرٌ مَفهومٌ وطبيعي لِلغاية بأَنَنا نُريدُ المُسَاعَدةَ. قَد نَنجحُ بِعمل ذَلك أيضاً بشكلٍ جَيدٍ لبَعضِ الوَقت. ومَع ذَلك، في مَرحلةٍ ما، قَد نَختَبرُ شُعوراً مُمَاثِلاً لِشُعورِ رَهف في المِثالِ أَعلاه

هُنا يَبرزُ السّؤَالُ: مَاذا يُمكِنُنَا أَن نَفعلَ لِأَنفُسِنَا في هَذهِ الحَالة؟

بِسَببِ الضَغطِ الَذي نَمرُ بهِ، مِنَ المُهمِ أَن نَنظُر إلى أَنفُسِنَا وأَن نَطلُبَ الدَعم والمُسَاعَدةَ مِنَ الآخَرين مِن أَجلِ التَعامُلِ مَع هَذا المَوقِفِ الصَعب. وبِهذهِ الطَرِيقةَ، يُمكنُ ضَمانُ دَعمٍ أَفضل لِلأشخاصِ المُقَرَبينَ مِنْا، لِأَنَهُ إذَا سَاءت حَالتُنا، لَن نَتَمَكنُ عِنْدَها مِن تَقديمِ المُسَّاعَدة َبِشكلٍ جَيدٍ. اِليِّكُم بَعضُ النَصائحِ المُتَعَلِقةِ بِذَلك

الِانتِباهُ للاحتِياجَاتِ الذَاتيةِ

١. يَجبُ أنْ نَسّألَ اَنْفُسَنَا عَمّا نَحتَاجُهُ ومَا هو جَيدٌ لَنْا

٢. مُراعاةُ قُدُرَاتِنَا وحُدُدِنا، ومُشَاركةُ المَسؤولِيةَ مَع أَفرادِ الأُسرةِ أَو الأَصدِقاءِ الآخَريِن

٣. التَخطيط لِوقتِ الفَراغِ

تَجَنُبُ العُزلةِ

١. المُحَافَظَةُ عَلى الصَدَاقَاتِ وتَنمِيَةِ الهِوايَاتِ

٢. الاِبتعادُ عَن العزلةِ

٣. التَحَدُثَ مع الآخريِن حَولَ هَذا المَوضوع

الحُصولُ عَلى الدَعمِ

١. الحُصولُ على المَعلوماتِ عَن طريقِ الأشخَاصِ الأَخصَائِيينَ ضِمنَ دَائرةِ مَجموعات الأقارب، مُسّتَشاري مَجموعات الأقارب وفي الإنترنت

٢. البَحثُ عَن الدعمِ النَفْسّي إذا لَم تَنفعُ الخُطواتِ السَّابِقةَ

القارئات والقُرّاءُ الأَعزاء

نَحنُ نَعلمُ مَدى سُهولةِ قَولِ هَذهِ النَصائح مُقارَنةً بِمَدى القوةِ والشَجَاعَةِ المَطلوبَتَين لإتّباعِ أَحد النَصائح. مِنَ المُهمِ أَنْ تَعرِّفوا: أنْتُم لَستُم وَحدَكُم! دَعّوا الآخَرين يُسَاعِدونَكُم

يُمكِنُكُمُ الحُصولُ عَلى اِستشارةٍ خَاصةٍ بِأَقاربِ اللّاجِئينَ المُصابِينَ بأمراضٍ نَفْسّيةٍ عَلى العُنوَانِ التَالي

https://www.caritas-berlin.de/beratungundhilfe/berlin/flucht-und-migration/beratung/fuer-gefluechtete-mit-psychischen-erkrankungen/restart-empower/fuer-gefluechtete-mit-psychischen-erkrankungen

اِعّتَنْوا بِأَنْفُسِكُم! حَتى الاُسبوعِ القَادمِ