مَا هُوَ الدَّوْرُ الَّذِي يَلَعِّبُهُ الْبَحْثُ الْعِلْمِيُّ فِي الرِّعَايَةِ الصِّحِّيَّةِ؟

:هذه المرة، لنبدأ بالسيناريو التالي

نور تعاني من مشاكل صحية وتبحث عن مختص لها. الأخصائي يأخذ تاريخ الحالة الطبية ويشخص ما قد تكون المشكلة لدى نور. يقول الأخصائي أنه يمكن علاج الأعراض بسهولة وبشكل مُعتمد باستخدام طريقة العلاج اكس واي (رمز تخيلي). إنها فعالة وتظهر دائماً نتائج جيدة. توافق نور على خطة العلاج وبعد فترة اختفت الأعراض بالفعل بفضل طريقة العلاج هذه!

الآن قد يتساءل المرء كيف يعرف الأخصائي ما إذا كانت طريقة علاج معينة فعالة أم لا. كيف يتم تحديد ما إذا كانت طرق أو مناهج العلاج مفيدة وفعالة أو ربما غير فعالة أو حتى ضارة. الجواب: عن طريق العلم والفحوصات العلمية

عندما يتم تطوير طريقة علاج جديدة – سواء كانت لمشكلة جسدية أو نفسية – يجب اختبار فعالية هذه الطريقة. يتم ذلك عادةً في إطار الدراسات العلمية مع أكبر عدد ممكن من الأشخاص المتأثرين بهذه المشكلة
:إذن يتم تحديد

 ١) هل الطريقة فعالة في حل المشكلة؟

٢) إذا كانت الإجابة بنعم (أو لا)، فلماذا؟

٣) كيف يمكن تحسين الطريقة؟

فقط بعد اجتياز طريقة العلاج الجديدة „لاختبار العلم“ يمكن تقديمها في مجال الرعاية الصحية. للرجوع إلى السؤال الأول في عنوان المقال، يلعب البحث العلمي دوراً مهماً للغاية في الرعاية الصحية!

:لنلقِ نظرة على حالة ملموسة من الحياة العملية

أُثبتت فعالية مناهج العلاج النفسي التقليدية (علاجات وجهاً لوجه) منذ فترة طويلة وذلك عبر جميع الحضارات. نتيجة لتطور التقنيات الحديثة، كانت هناك مجموعة كاملة من عروض العلاج عبر الإنترنت في العالم الغربي على مدى العقود القليلة الماضية. أثبتت العديد من الدراسات العلمية في المجتمعات الغربية فعالية مثل هذه الأساليب العلاجية المستندة إلى الإنترنت. بسبب العديد من العوامل، تم النظر في إمكانية تقديم علاجات عبر الإنترنت في المنطقة الناطقة باللغة العربية. تم دراسة هذا النهج علمياً لسنوات مع العديد من المشاركين الناطقين باللغة العربية، ولكنه لم يتم تأسيسه بعد كما هو الحال في الدول الغربية

نحن في جامعة برلين الحرة ندرس أيضاً النهج الحديث نسبياً في المناطق الناطق باللغة العربية. في إحدى الدراسات، نقوم حالياً باختبار تطبيق المساعدة الذاتية المستند إلى الهاتف الذكي النفسي والذي تم تطويره بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ويسمى „خطوة خطوة“. تمت ترجمة برنامج خطوة خطوة للبلدان الناطقة باللغة العربية وملائمته ثقافياً لتقديم الدعم النفسي في حالة الضغط والتوتر والحزن بسبب الظروف المعيشية الصعبة. يقدم العرض معلومات وتقنيات ومهارات نفسية، يمكن من خلالها إدارة المشاعر والأفكار المسببة للتوتر بشكل أفضل! يمكن حالياً استخدام خطوة خطوة من قبل اللاجئين من سوريا في ألمانيا والسويد ومصر. لن يكون التطبيق متاحاً لجميع المتحدثين باللغة العربية إلا بعد أن تكون الجامعة قادرة على إثبات فعالية خطوة خطوة

في الفقرة الأخيرة نود أن نكتب عن الدور الذي لا غنى عنه للمشاركين :الطوعيين في دراسات البحث العلمي

كل باحث علمي جيد يعلم أنه كلما زاد عدد الأشخاص المشاركين في الدراسة العلمية لنهج علاج معين والمتأثرين بمشكلة صحية، كانت نتائج الدراسة أكثر جدوى وقابلة للتعميم لعامة الناس! بمعنى آخر، يعتمد العلم على أكبر عدد ممكن من المتطوعين للمشاركة في دراساته. بغض النظر عن مدى فعالية طريقة العلاج الفعلية، إذا لم يتم إثبات فعاليتها عند العديد من المشاركين في الدراسة، فيجب عدم تقديمها في مجال الرعاية الصحية. كجزء من دراسة خطوة خطوة، تحتاج جامعة برلين الحرة إلى أكبر عدد ممكن من المتطوعين من سوريا الذين يعيشون في ألمانيا والسويد ومصر. لذلك إذا كنتم من سوريا وتعيشون في هذه البلدان، فإننا ندعوكم بحرارة للمشاركة في دراسة خطوة خطوة. الرجاء استخدام الروابط التالية لتحميل التطبيق ومعرفة المزيد

:صفحة الويب

https://khoutouwat.com/

:أندرويد

https://play.google.com/store/apps/details?id=de.fuberlin.stepbystep

:أيفون

https://apps.apple.com/us/app/%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%A9-%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%A9/id1487782077?ls=1

الأسبوع القادم سنكتب عن موضوع „اضطرابات القلق والخوف“.

!نحن نتطلع لزيارتكم