اِكْتِئَابٌ

ربما لقد سمعت بكلمة „اكتئاب“ من قبل، لكنك لا تعرف ما هو بالضبط. ربما قد تعرف أيضاً شخصاً كان مصاباً بالاكتئاب من قبل. غالباً ما نقول „أنا حزين“ أو „أنا مُحبط“، لكن هل هذا يعني أننا مكتئبون؟

لا، كل شخص يشعر بالحزن أو بالإحباط في بعض الأحيان، خاصة عندما نواجه تحدياً صعباً أو خسارةً مؤلمة. إنما الاكتئاب هو مرض يصيب العقل والجسد. على غرار كسر في الساق أو إصابة في الذراع

يتم تشخيص الأمراض من خلال الأعراض، أي الشكاوى الفردية، التي تظهر معاً. في حال كسرٍ في الساق، يكون التشخيص سهلاً في الغالب. نقول إن الساق مكسورة عندما يكون هناك كسر جزئي أو كامل في العظام. في حالة الأمراض النفسية الأمر معقد أكثر بعض الشيء. نظراً لأن كل اكتئاب يجلب معه أعراضاً مختلفة قليلاً، فقد تم الاتفاق على أن بعض الأعراض المعينة يجب أن تكون موجودة لكي نستطيع أن نشخص هذا المرض

قبل كل شيء، يجب أن تكون الشكاوى موجودة لمدة أسبوعين على الأقل في كل يوم تقريباً. بالإضافة إلى ذلك، عادةً ما يظهر المصابون واحداً أو :أكثر مما يسمى بالأعراض الرئيسية

١) فقدان الاهتمام بالأشياء والهوايات والعمل والناس. بعبارة أخرى، الأشياء التي كان المصابون يهتمون بها مسبقاً تصبح عادية وغير مُهمة في حالة الاكتئاب

٢) يظهر المصابون بالاكتئاب مزاج حزين، يكونوا محبطون وفي حالة الاكتئاب الشديد لا يمكنهم أن يشعروا بالسرور أو السعادة

٣) يفتقرون إلى الدافع للقيام بالأنشطة اليومية أو للهوايات والعمل. في بعض الأحيان يتعين عليهم بذل جهد كبير للنهوض من السرير واتباع روتين يومي منتظم

هناك أيضاً سلسلة أخرى من الأعراض الجانبية التي يمكن أن تظهر:

٤) قلة النوم أو كثرة النوم

٥) شهية أقل أو أكثر

٦) نظرة سلبية للنفس

٧) اليأس من المستقبل / التشاؤم

٨) مشاعر الذنب تجاه الماضي

٩) ألم في الجسم

١٠) أفكار انتحارية

تختلف الشكاوى الفردية ومداها أيضاً اعتماداً على الخلفية الثقافية للشخص المتضرر. نظراً لأن كل اكتئاب يختلف عن الآخر بما أن الناس فرديون جداً، يمكن لبعض الأشخاص إظهار عوارض خفيفة أو شديدة. بعض الناس يمرون بمرحلة اكتئاب واحدة فقط في الحياة، بينما يمر البعض الآخر بمراحل مراراً وتكراراً، أي عندما يكون الاكتئاب مزمن

لماذا يصاب الناس بالاكتئاب؟

تمت مناقشة هذا السؤال كثيراً. يبدو أنه لا يوجد سبب „واحد“ فقط. يتفاعل الجميع بشكل مختلف مع الأحداث في حياتهم. خاصة فيما يتعلق بتجارب اللاجئين وما يسمى بتجارب ما بعد الهجرة، أي التعامل مع التحديات في بلد جديد، يمكن أن يشعر شخص باليأس والآخر يشعر وكأنه يحصل على فرصة جديدة

كيفية تفاعلنا مع تحديات معينة لها تأثير كبير على نفسيتنا، غالباً ما تلعب العوامل البيولوجية والوراثية، بالإضافة إلى التجارب التي مررنا بها كأطفال دوراً مهم أيضاً. لدينا جميعاً سلوكيات نموذجية تعلمناها في وقت مبكر، والتي إما تساعدنا أو لا تساعدنا في المواقف الصعبة

مجدداً، من المهم أن نقول إن الاكتئاب هو مرض. حتى لو كان الكثير من الناس، في ألمانيا أيضاً، ما زالوا يعتقدون أن „الشخص المكتئب هو مجرد كسول أو لا يبذل جهداً كافياً“، فإن الأمر ليس كذلك

إذاً، ما الذي علينا فعله في حالة الاكتئاب؟

عادة لا يمكن التغلب على الاكتئاب بمفردنا، في كثير من الأوقات يتطلب الأمر علاجاً. يمكنك الحصول على المشورة بشأن هذا الأمر في ألمانيا. إما فيما يسمى بمراكز الإرشاد النفسي الاجتماعي، والمتوفرة أيضاً خصيصاً للمهاجرين، أو عند طبيب الأسرة

إذا ظهر بعد ذلك أنك تعاني من الاكتئاب، فهناك متخصصون لعلاجه. يوجد في ألمانيا معالجين وأطباء نفسيون. يعالج الطبيب النفسي الاكتئاب بالأدوية. ومع ذلك، في معظم الحالات، لا يكفي العلاج الدوائي لوحدة. العلاج النفسي مهم وضروري أيضاً. يتم إجراء المحاولة بطريقة سرية للغاية لمعرفة ما تسبب في الاكتئاب وما هي الاستراتيجيات التي يمكن للشخص المصاب استخدامها لتقليل العبء

إذا شعرت أنك مصاب بالاكتئاب بنفسك، فيرجى مناقشة هذا الأمر مع شخص ما، ويفضل أن يكون طبيباً

مَا هُوَ التَّوَتُّرُ بِالضَّبْطِ؟

يقول لي أحد الأصدقاء: أنا متوتر للغاية

يبدو أن الجميع يمتلكه والجميع يريد التخلص منه. لكن ما هو التوتر عموماً ومتى يمكن أن يصبح خطيراً؟ بادئ ذي بدء، التوتر هو رد فعل الجسم على الخطر، كما هو الحال عند العديد من الحيوانات الحية الأخرى. ربما تكون قد لاحظت بالفعل أنك عندما تكون متوتراً تغضب أو تفضل الهروب أو الاختباء تحت الأغطية. في حال التوتر نميل إلى „القتال“ أو „التجمد“ أو „الفرار“، في اللغة الإنجليزية هؤلاء هم

Fight, Flight, Freeze

من ناحية جسدية، التوتر يعني أن يتم تزويدنا بالطاقة للتعامل مع الخطر. بدايةً، هذا شيء مفيد. على سبيل المثال، إذا رأينا حيواناً ساماً، فيمكننا الهروب أسرع بفضل هذه الطاقة

معظم الضغوط في الحياة اليومية المُسببة للتوتر ليست بسبب الحيوانات السامة، ولكن بسبب المواقف اليومية مثل مقابلة أشخاص جدد أو الضوضاء أو العديد من الالتزامات. الأمر مختلف عندما تأتي إلى بلد آخر. في هذا الحال يمكن أن تسبب الكثير من الأشياء التوتر. عدم اليقين من القدرة على البقاء هنا، اللغة والثقافة الجديدة، البيروقراطية في التعامل مع السلطات، والعنصرية وبالطبع ذكريات الماضي. ينظر الناس إلى أشياء أو أشخاص أو مواقف مختلفة على أنها مُرهقة ومُسببة للتوتر. التوتر هو أمر فردي، حتى لو كانت هناك مواقف معينة تعني خطراً على جميع الناس

يمكن أن يكون لمستوى التوتر المتزايد بشكل دائم تأثير سلبي على صحتنا، حيث يتم توفير الطاقة طوال الوقت. الأمر مشابه لقيادة السيارة بأقصى سرعة طوال الوقت. بعد فترة يمكن أن يشعر المرء بالتعب والإرهاق

إذاً، ينشأ التوتر في المواقف التي تشكل خطراً علينا. غالباً ما تكون أفكارنا وتقييمنا للمواقف مهمين. إذا حكمنا على الموقف على أنه شيء يمكننا التعامل معه بمفردنا أو بمساعدة الآخرين، فسنحاول القيام بذلك على الأغلب. لذلك، نحن ندرك صعوبة الموقف ونقارنها بالمهارات التي لدينا للتعامل معها

من المهم أيضاً كيف نتعامل مع أنفسنا في المواقف الصعبة. هل نحن لطفاء ومتعاطفون مع أنفسنا („أعلم أن هذا موقف صعب، لكنني أحاول أن أكون ودوداً مع نفسي وسوف أنجح في التغلب عليه“) أو صارمين ومتطلبين („يجب أن تشعر بشكل أفضل …“ ) – أي سيناريو يبدو وكأنه أقل توتراً؟

يؤدي التوتر طويل الأمد والشعور بعدم القدرة على فعل أي شيء حياله إلى إجهاد مزمن مع علامات جسدية نموذجية مثل الأرق واضطرابات النوم وقلة الشهية أو تشنج العضلات

فهم التوتر مهم من أجل التعامل بشكل أفضل مع التوتر. سؤال النفس، ما الذي يسبب توتري في الموقف الآن؟ كيف يعبر جسدي عن هذا (تشنج الرقبة أو الأرق) وما هي أفكاري تجاه ذلك؟

قد يكون من المفيد أيضاً أن تخبر شخصاً ما عن توترك؛ الطبيب هو أيضاً عنوان جيد لذلك. إذا كان لديك شعور بأنك تعاني من التوتر بشكل دائم، فيجب أن تحصل على المساعدة (خطوة بخطوة)ستجد مع الوقت في هذه الصفحة أيضاً تمارين بسيطة للقيام بشيء حيال تجربتك مع التوتر

مَا هِي الْمَشَاعِرُ وَلِمَاذَا تَعَدُّ مُهِمَّةٍ؟

ربما تكون المشاعر هي أكثر ما يربطنا ويجمعنا كبشر وأقل ما نتحدث عنه. في كل من العالم العربي والغربي لا يزال هناك العديد من المحرمات حول حياتنا الداخلية

إذا سألت شخصاً ما في ألمانيا عن أحواله، فعادة ما تحصل على إجابات قصيرة أحادية المقطع مثل: „جيد“، „لا بأس“، „حسنًا ..“، كيف هو الحال في بلدكم؟

نادراً ما تسمع، „اليوم أنا راضٍ تماماً“، „أشعر بالحزن قليلاً“ أو „أنا خائف قليلاً، لكنني متحمس أيضاً“. تبدو حياتنا الداخلية العاطفية خاصة جداً، نحن نشاركها على الأكثر مع الأصدقاء المقربين أو الأقارب. وهذا ينطبق على العديد من الثقافات

في معظم الأوقات، ليس من السهل معرفة ما يشعر به المرء. لم يتعلم معظمنا أبداً كيف بإمكاننا أن ننظر إلى داخلنا ونتواصل مع مشاعرنا

إذن ما هي المشاعر؟ بادئ ذي بدء، هناك العديد من المشاعر، لكن في العالم الغربي تم الاتفاق على بعض المشاعر الأساسية: الفرح، والحزن، والغضب، والخوف، والاشمئزاز، (الحب). ولكن انتظروا لحظة، اليس أغلب هذه المشاعر سلبية وغير سارة؟

نعم، يفترض العلماء أننا نختبر المزيد والمزيد من المشاعر السلبية لأنه من المفترض أن تحمي بقائنا، ولكن على المرء أن يفهم ما وراء كل شعور من احتياجات أو طلبات

نشعر بالغضب عندما يتجاوز أحدهم حدودنا. عندما يسيء لنا شخص ما أو يتم التعامل معنا بشكل غير عادل. يمنحنا الغضب الطاقة للدفاع عن أنفسنا

نشعر بالخوف عندما نكون مُهددين. يساعدنا ذلك على البحث عن مأوى أو على الهروب أو الفرار

يشير الحزن إلى الخسارة التي نعاني منها أو عانينا منها. يجب علينا أن نتوقف ونقدر ونحزن على هذه الخسارة قبل المضي قدماً

يخبرنا الاشمئزاز أن شيئاً ما ضار أو يسبب المرض أو غير صالح للأكل ويجب ألا نأكله أو نلمسه

والفرح يعني أن شيئاً ما يساعدنا وأن علينا أن نفعل ذلك مرة أخرى مثل تناول وجبة لذيذة أو لقاء الأصدقاء أو ممارسة هواية ما

من المفترض أن تؤمن المشاعر حياتنا وأن توضح لنا الاحتياجات التي يجب أن نعاينها بشكل أفضل (على سبيل المثال، الحماية والأمان أو امتلاك علاقات مع الأخرين). نظراً لأننا غالباً ما نمر بمشاعر غير سارة، فقد تعلم الكثير منا قمعها أو إلهاء أنفسنا عنها، غالباً دون أن نلاحظ ذلك. خاصة عندما مررنا بتجارب صعبة للغاية، يتم قمع المشاعر التي تأتي معها. تكمن المشكلة في ذلك في أنهم بعد فترة „يعومون مثل كرات كرة القدم المحبوسة تحت الماء“ وبعدها نشعر بالإرهاق الشديد. في حالة الاضرابات النفسية، فإن هذا يحد من عمل نظامنا العاطفي ويجعل من الصعب علينا استخدام عواطفنا لأنفسنا. إذا كنت تشعر بأنك تعاني من مشاعر سلبية لفترة طويلة، فعليك طلب المساعدة

مع ذلك، يمكننا فهم عواطفنا على أنها علامات واشارات. إنها تظهر لنا الاحتياجات، مثل الجوع والعطش وتساعدنا على توجيه سلوكنا نحو تلبية احتياجاتنا أو التواصل مع الآخرين. لذلك أنه لمن المفارقة أننا نتحدث عنها قليلاً على الرغم من أننا جميعاً نختبرها بشكل يومي. يمكن أن يساعدنا فهمها وقبولها والتحدث عنها في اتخاذ قرارات أفضل والتفاعل بشكل أفضل مع الآخرين. في نفس الوقت تبين لنا أنه بغض النظر عن المكان الذي أتينا منه، فنحن متشابهون للغاية في الداخل. أحياناً نكون حزينين، أحياناً سعداء، أحياناً خائفين، وأحيانا راضين

كَيْفَ وأَيْنَ يَحْصُلُ الْمَرْءُ عَلَى الْمُسَّاعَدَةِ فِي ألمانيا؟

صديقي …. ليس على ما يرام. هو يقضي الكثير من الوقت في السرير، يجبر نفسه على النهوض لتناول الإفطار ثم يعود إلى الفراش. إنه يشاهد الكثير من المسلسلات ويفكر في وضع عائلته ويصبح حزيناً جداً بسبب ذلك

بالنسبة لي، يبدو أنه يحتاج إلى مساعدة مختصة. لذلك أخذ على عاتقي البحث في غوغل لمعرفة ما يمكننا القيام به حيال ذلك. سرعان ما أدركت أن الأمر نفسه ينطبق على كثير من الناس، سواء أكانوا عرب أو ألمان أو روس. كجزء من بحثي، أتعلم أنه من وقت لآخر نواجه جميعاً تحديات في حياتنا تلقي بثقلها علينا. في وطننا ربما لذهبنا إلى إمام الجامع أو طبيب عام

لكن إلى أين يمكننا التوجه في ألمانيا للحصول على المساعدة؟

بالنسبة لي يبدو العنوان المناسب الأول هو طبيب أو ما يسمى بمركز الاستشارة النفسية والاجتماعية. هذه المراكز متاحة أيضاً بشكل خاص للاجئين والمهاجرين (عناوين). لذلك أتكلم بعدها على الهاتف مع صديق لي قد زار بالفعل مركز استشاري. أخبرني أن العاملة هناك تتحدث العربية. كانت لطيفة ومتعاطفة جداً، كما لو أنها استمعت بالفعل لكثير من الناس من قبل. في البداية كان من الصعب والغريب التحدث عن مثل هذه الأشياء الشخصية. لكنها أكدت له أنه يمكنه فقط أن يخبرها بما يريد التحدث عنه وأنه ليس مُجبر على قول أي شيء لا يرغب فيه. بعد قليلٍ من الوقت تحدث بالفعل عن بعض الأشياء التي كانت تزعجه

أفاد صديقي أن المحادثة ساعدته. لأول مرة شعر بالتفهم لمشاكله وأدرك أنه ليس وحده. يريد الآن أيضاً زيارة طبيب الأسرة لمناقشة الخطوات الإضافية

على غرار نزلة البرد أو كسر في الساق، يمكنك الذهاب إلى الطبيب في ألمانيا إذا كان لديك شعور بأن هناك شيئاً ما ليس على ما يرام في نفسك أو روحك (فكر في المنشور السابق على المدونة: علامات التحذير)، سيسألك طبيب الأسرة بعد ذلك عما تمر به وما إذا كنت تتصرف أو تشعر بشكل مختلف عن المعتاد، وهذا ما يسميه الأطباء أخذ تاريخ الحالة الطبية

واعتماداً على ما يستخلصه الطبيب من هذه السوابق (يمكنك دائماً أن تسأله عما يستنتج منه)، سيقدم لك توصية

إذا كان لديك ضعف أو ضائقة نفسية، مثل في حالة الاكتئاب أو القلق أو اضطراب التكيف، فسوف يوصي إما بزيارة معالج نفسي و / أو طبيب نفسي. الطبيب النفسي هو طبيب متخصص يمكنه وصف الأدوية. يمكن أن تكون هذه الأدوية خطوة أولى جيدة في العلاج لكثير من الناس بما أنها تخفف الألم العاطفي

ومع ذلك، لكي تصبح أكثر صحة مرة أخرى على المدى الطويل، فإن الأمر يستحق زيارة معالج نفسي. هؤلاء هم الأشخاص الذين لديهم الكثير من الخبرة حول حياة الإنسان والتحديات التي تجلبها هذه الحياة معها. يحاولون مع المريض تحديد أسباب المعاناة والمساعدة في السيطرة على التحديات

تعد الرعاية الصحية في ألمانيا جيدة جداً، لكن للأسف لا تزال فترات الانتظار طويلة جداً. ومع ذلك، يجدر بك العثور على معالج إذا كان لديك شعور بأنك تريد التحدث إلى خبير/ة

يمكن العثور على الكثير من المعلومات على الإنترنت، أيضاً بشكل مباشر للأشخاص الناطقين باللغة العربية والذين لديهم تجارب لجوء وهجرة هنا

تطبيقنا المجاني خطوة خطوة مناسب جداً لتقليل وقت الانتظار الطويل للحصول على الرعاية المناسبة، وذلك لأنه يساعد خطوة بخطوة على أن يصبح المرء أكثر استقراراً على الصعيد النفسي. لا تتردد في تجربته والرجاء مشاركة تجاربك والبحث عن المساعدة عندما تحتاجها