لِماذا يَصعُبُ الحَدِيثُ عَنِ الصِحْةِ النَفسّيةَ أحياناً؟

:لِنَتَخَيّلَ مَعاً السّيِنَاريو التَالي

تَعَرَضَ خَالِدٌ لِحادث حيثُ كُسِرَت سَاقَهُ فيه. الطبيب المُعالج يَأخذُ العَظمَ المَكسور على محملِ الجِدْ ويُعَالِجُ الكَسِر. والِدَةُ خَالِد تَعتَني بِه. خالد يُخبِرُ اَصدِقاءَهُ عَن الحَادث ويُظهِرون تَعَاطُفَهم بِشَكلٍ كَبير

لَكنْ عِندما يُخْبرُ خَالدٌ اصّدِقاءَهُ بأنه يُعاني مِنَ الكَثير مَنْ التَوَتر وبِأَنَهُ يَشّعرُ بالحزنِ والخُمولِ مُنذُ اَسَابيع، فَإنَ ردَةَ الفِعلِ مَن حَولهِ غَالِباً ما تَكونُ مُختَلِفةً

اضحك من جديد!، كلُ شخصٍ يَمرُ في يوم سيئ!، يَنبَغي عَليكَ الخُروجَ واستنشاقَ الهواءَ النَقي، كُلُ هَذه عِبارة َعَن أجوبة نَموذَجية على إدلاء (أو أحياناً تَلميح): انا لا اَشعرُ على ما يُرام نَفْسّياً

لِماذا يكون رد فعلنا مُختَلِفٍ تَمَاماً على الصِحة البَدَنِية والعَقلِية؟

  يُمكِنُ لِلشَخصِ العُثورِ على هَذِهِ الظَاهِرةَ في كُلِ مِن العَائِلات العَرَبيّة والأُوروبيّة، حتى ولو على سَبيلِ المِثال، هُنَاكَ بِالفِعل الكَثير مِن المُحَاولات في ألمانيا للتَحَدثِ بِشَكلٍ أَكثَر اِنّفِتَاحاً عَن الصِحةِ النَفْسّية والاضطِرابَات وجَعلَها أَكثرَ قُبولاً في المُجتَمَع. لأنه صدقاً كُلُ شخصٍ لديهِ نَفسّية وكُلُ شخصٍ لديه جَسّد. كِلاهما مُمكن أن يكونا سَليمين أو عليلين

الاختِلافُ الأَول هوَ أَنَ الصِحةَ النَفْسيّةَ لَطَالَما كانت مِنَ „المُحَرَمات“. وهَذا يَعنْي بِأَنَ الشَّخْص يُفَضْلُ عَدَمَ الحَديثِ عَنها في الأُسرة  وبَينَ الاَصدِقاء وَفي المُجتَمَع. بالإضافة إلى ذَلكَ، هُناك ما يُسَمْى بِوَصمَةِ عَارٍ عَلى الأَمْراضِ النَفْسيّة. هَذا يَعني بِأَنَ الشَخّصَ يَربطُ الأَفكارَ السَّلبِية بِها. وَصّمَةَ العَارِ هيَّ أَنَ الأَشّخاصَ المُصَابونَ بِمَرَضٍ نَفْسي ضُعَفَاء أو أَنَّهُم لا يَبْذِلون جُهداً كَافِياً. في مُعظَمِ الأَحيّان يَكونُ العَكس هو الصَحيح، حَيثُ يَتَطَلَبُ الأَمَرَ الكَثِير مِنَ القوةِ والمُثَابَرةِ لِشِفَاءِ النَفْس. بالإِضافةِ إلى ذَلك، مِنَ المُفتَرضِ أَنَ الأَشخاصَ المُصابين بِأَمْرَاضٍ نَفْسيّة „مَجَانْين“ أَو لَدَيهم ضُعفٌ في الشَخصِيةِ. لَكِننا نَعلمُ مِنَ البَحثِ العلمي أَنَ سَببَ الاضطِرَابَاتِ النَفَسّية هو عَادَّةً مَا يَكونُ مُتَعَدد العَوَامْل (مِثلُ الجِينَاتِ وتَجَاربِ الطُفولةَ المُبَكِّرَة والبِيئةَ). كَمّا تَرَوا، غَالِباً مَا يَكونُ هُنَاكَ نَقصٌ في المَعّرِفةَ حَولَ العَمَلِياتِ النَفْسّيِة بِحَيثُ يَتِمُ اِعتِبَارُ أَنْصَافَ الحَقَائقِ صَحِيحَةً

وِفْقَاً لِلدِراسَات فَإنَ حَوالي ٣٠-٤٠ يُصَابونَ خِلالَ حَيَاتِهم بِاضطِراباتٍ نَفْسّيَة مِثل الاكتِئاب، واضطِراب الخَوف أَو الإدْمان. عِندَ بَعضِ السُّكانِ مِثلَ المُهاجِرين، يَكونُ الخَطرُ أكبر. لِذا فَقدْ حَانَ الوَقت لِجَلبِ المَزيدَ مِنَ المَعرِفَةِ حَولَ الصِّحَةِ النَفْسّيِة إلى المُجتَمَعِ والأُسَّر (سَّواء الأَلمَانِيَة أَو العَرَّبِيَة) وبَالتَالي جعل هذا المَوضوع طبيعي. إنَ أَكبرَ مُعَاناةٍ للمُصَابينَ بِمَرضٍ نَفْسّي هي أنَه يَحِبُ عَلَيِهم الحِفاظُ عَلَيه سِرّاً. نَتِيجَةً لِذَلكَ، يُعَاني المَرءُ في صَمتٍ ويُمكنُ للمَرضِ أَن يَتَغذى ويَزْدَاد مِنْ خِلالِ الشُّعورِ بِالوِحدَة وسُّوءِ الفَهمِ. إذاً ما هو المُهم؟

إذا كُنْتَ تَعرِفُ شَخصاً حزيناً، فَاَسأَلهُ عَمّا إذا كانَ يُريِدُ التَحَدُث. سَوفَ تُذهَل بما تقدم له من معروف. إذا كانَ لا يُريدُ التَحَدُثَ عَن ذَلك، فَأنْتَ عَلى الأقل قَد سَأَلت

اطَلَبِ المُساعَدةَ. يُمْكِنُ للأَطباءِ والمُعالِجين ذَّوي الخِبرةَ أَنْ يوَفروا لَكَ مَساحَةً للتحدثِ بصراحةٍ وصِدْق حَولَ ما يَجْرّي. هُناكَ أَيضاً مَجموعاتُ دَعمٍ في كُل مَدينةَ رَئيسيةَ. هذا الأَمر في البداية يَتَطَلبُ القَليلَ مِن الشجاعةِ، ولكن كَونك بين الأشخاص ذَوي التَفكيرِ المُماثلِ غالباً ما يُشعرِكَ بِأنْكَ مَفهومٌ

يُمكِنُكَ أَيضاً تَعَلمُ الكَثيرَ مِنَ الاستراتيجياتِ مِن الأشخاصِ المُتَضَررين الآخَرين. لست مضطراً للتحدثِ مع عائلتِكَ على الفَور إذا كُنْتَ تَخشى أَلا يَتمَ أخذُكَ عَلى مَحمل ِالجِدْ، ولَكنْ قَد يَكونُ هُنَاكَ أَشخاصٌ مِنْ حَولك تَرغبُ في التَحَدثِ مَعَهم

مِنَ المُهم أَنْ تَعرف: أنْتَ لَسّتَ وَحدَكَ ولَيّسَ عَليكَ أَنْ تَمُرَ بِكُلِ هَذا بِمُفرَدكْ

ما الذي يُساعدُ في أوقاتِ جَائحةِ كورونا؟

رُبَما لا يُوَجَدُ مَوضوع يشَغَل العالم في الأشهرِ الأخيرة أكثرَ من جَائحةِ كورونا والجوانب المُرتَبِطة بها. أصبح فايروس كورونا يُشكل للكَثير منَ الناس عِبْئاً حَقيقياً. عَدم اليَقين بِما يَخص المُستقبل، والخَوف مِن فُقدان الوظيفة، والتوفيق بين رعاية الأطفال والعَمل أو التَدريب العَمَلي، بالإضافة إلى الانفصال والتباعد عن العائلة والأصدقاء، كُلها عوامل تُؤثر على أرواحنا „نفسيتنا”. فوق كل ذلك يأتي للتَوْ هذا الطقس البارد الذي يَضعُفُ فيه المَزاج أيضاً

:من الأسئلة المُهمة التي تشغل الكَثيرون

كَيف يُمكِنني القيامُ بشيء ما من أجل صِحَتي النَفسية والجَسَدية على الرغم من قيودِ جائحةِ كورونا (مثل الإغلاق الجزئي) وما الذي رُبَما ينبغي عليَّ الأفضل تَجَنُبهُ؟

بَادئُ ذي البدء، من المُهم أن نَتقبَلَ بأن هذا الوقت هو وقت صعب، خاصةً إذا كان الشخص في الواقع كان يَرغبُ في الحصولِ على مَوطئِ قدمٍ في بلدٍ جديدة لِبِضعِ سَنَوات والآن مع جائحة كورونا، فإنها تَجعلُ مجدداً بَعضَ الأمور أكثَر صُعوبةً

إن الاعتراف لأنفسنا بأننا غالباً ما نَكون حَزينين أو سَريعي الغَضَب والنظر إلى هذا على أنه „أمر لا بأس فيه“ يُخفف من بَعض الضَغط علينا

يَنبغي أن تُساعِدَكَ الأسئلة التالية على التَفكير في الاستراتيجيات المُفيدة لك. لا تَتَرَدد في كِتَابَة بِضعةَ أسطرٍ عن ذَلك. إنَ الكِتَابة تُسَاعد ايضاً في تَصورِ أَفكَارَك

١. ماهي المَواقف الصَعبة في الحياة التي تَغلَبت عليها من قبل؟ ما الذي سَاعَدَك في ذَلك؟ فَمن خِلالِ تَذَكُرِنا، كَيّفيةِ تَغلُبِنا على المَواقف الصَعبة، نَستَطيع أن نَربِطَ بين أنفسنا وبين نقاطِ قُوتنا وقُدراتنا، التي يُمكِن أن نَكونَ قَد نَسيناها والتي مازِلنا قادِرينَ على استخدامها  

٢. إن التواصل الاجتماعي النَفسي حالياً مُقيدٌ وبشدة. فَعلى الرُغمِ من ذَلك، ما هي الاحتمالات المَوجودة للتَواصل مع العَائلة والأصدقاء؟ (على سبيل المثال، مكالمة هاتفية، واتس أب، فيس بوك، نزهة قصيرة على الأقدام). يمكن للشخص الذي يُعاني من الوحدة أن يأخذ على عاتقه مثلاً بالتواصلِ مع شَخصٍ واحد يومياً  

 ٣. ما هي الأشياء الصَغِيرة التي يُمكِنُني أن أُهديها إلى نَفسي، والتي قَد تَكون جَيدة بالنسبةِ لي؟ ليسَ مِنَ الضروري أن تَكونَ هذهِ الاشياء كَبيرة، فمن المُمكن أن يَكون كأساً من الشاي أو طعاماً لذيذاً، نُزهة على الأقدام، أَخذُ حَمامٍ ساخن أو مشاهدة مُسَلسل مُمتع. اعتِناؤنا بأنفُسِنا بشكلٍ واعٍ يُشعرنا بأهميتِنا ويُخفف الضَغط النَفسي

٤. ما هي المَشاكل الكبيرة التي يَجبُ أن اتَعَامل معها وما هي المَشَاكل الصَغيرة التي استطيعُ تَجَاهُلَها؟ إن قِوَانا ومَوَارِدَنا حالياً مُقيدة، لذا من المهم تَحديدُ الأولويات. ما الذي يجب مَعالجتهُ بالفعل فيما يَتَعلَق بالعَمل، الصِحة، الأُسرة أو المال وما هي المَشاكل الصَغيرة التي يُمكن أن تُعَالج لاحقاً؟  

٥. طلب المساعدة: إذا لم تَكن على ما يرام في الجائحة لفَترَةٍ طويلة، فلا بَأسَ تماماً. مِنَ المُهم جداً طَلبُ المُسَّاعَدة العديدُ من الأشخاص يَبحَثون حاليًا عن الدَعم من طبيب أو معالج. كَمُساعدة سَريعة، يُمكِنُكَ أيضاً استخدام تَطبيقنا „خُطوة خُطوة“ لفعلِ شيء من أجل صحتك العَقليةَ

الكورونا هي ليَست مُجَرد جائِحة مَرضية وجَسَدية، بل هي أيضاً جائحةٌ نَفْسية. إن الضُغوطات النَفسية كَبِيرة ومن المُهم تطوير الاستراتيجيات وذَلكَ لِلتَعَامُلِ مَعَها بِفَعاليّة

ربما لديك أنتَ أيضاً استراتيجيات فَرِيدة وخَاصة بك. نَحنُ نَوَدُ بِكلِ سرورٍ أن تُخبرنا عَنْها 

اسمح لَنْا أن نَعرف في التَعليِقات

نَحنُ نَتَطَلع إلى زيارَتَكم لنْا الأُسبوع المُقبل

الخَوفْ واِضطراب القَلَقْ 



نَجلس معاً في مجموعةٍ لطيفة وإذ بنا نتطرق إلى موضوع الخوف، والذي هو موضوع انساني إلى حد كبير

:جميعنا نستجمع القليل من الشجاعة ونقول

تَقول نور: أخشى الثَعابين، أُريد فقط الهروب، عندما أراها

يَعترف خالد ويَهُز رأَسه مُنزعجاً قَليلاً: أخشى الخلاف مع رب عملي 

غالباً ما كُنتُ قَلِقَة بِشأن مُستقبلي مُنذ أَن كُنت في ألمانيا، تَقول مُنى

يَهمس أحمد وينظر إلينا جميعاً، ونَحْنُ نُومئ: عِندما اسمع صَوتاً قوياً، أَشعرُ بالخَوفْ وابدأُ بالهرب

هل هذه الأمثلة خَوف أم اضطرابُ قَلقٍ بالفعل؟

بَادئ ذي البدء، دعونا نحدد أولاً ما هو الخوف في الواقع: الخوف هو حَالة مِنَ الإثارة في الجسم تَنجُمُ عن ادراكِ مَوقفاً أو شَيئَاً ما (مثل الثُعبان) يُنظر إليهِ على أنهُ تَهديد

الخوف، في اللاتينية „أنغريه“ (وتُترجم: الاختناق، الشَد على الحلق)، يهيئ الجسم للفرار أو في حالات نادرة لمُحاربة التهديد. إن الشعور النموذجي بالخَوف، بالإضافة إلى تسارعِ ضرباتِ القلبْ والتَوتر والتَعَرق كُلُها تَغَيرات جَسَدية تَجعلُنا نَفر أو نَهرُب بشكلٍ أسرع

لماذا يَحتاجُ الشخصُ إذاً إلى شعورِ الخَوف المُزعج؟

غالباً ما يُنظرُ إلى الخوفْ على أنه شعور غير مريح وهذا شيء طبيعي. يُريد الجسم أن يُعطينا إشارة بأنه يَجب علينا طَلب الحِماية. فمن الأفضلِ أيضاً أن نستمع إلى أجسامنا عندما تُرسِلُ لنا إشاراتٍ غير سارة (مثل الجوع والعطش). نحن نملك آلية الأمان هذه مُنذ تَعرُضنا نحن كبشرٍ للعَديدِ من المخاطرِ من الحيوانات والبشر الآخرين (أي في العصر الحجري). الخَوف من الثَعابين يأتي لِكثيرٍ من النْاس من هذا الوقت، على الرُغم من أنهم يَعيشون في مناطق لا يوجد فيها ثَعَابين خَطِرةَ 

في العَالم الغَرّبي، هناك عَددٌ قَليلٌ جداً مِنَ الأخطارِ الحقيقية لمعظم الناس في الحياة اليومية. معظم الناس يَقلَقون بشأن النِزاعات الشَخْصية أو أعباء العمل. „أنا خَائفٌ من الصراعِ مع رب عملي“ هو مثال نموذجي لهذا الخَوف

بالطبع، تَبدو الأمور مُختلفة تماماً عندما يُغادرُ المرء بلداً كانَ عَليه أن يخشى فيه على صِحتهْ أو حتى على حَياتهْ. هذا الخوف لهُ تَأثيرٌ وقائي، ربما في الشَكلِ الذي قَرر المرء فيه الفَرار بالفعل، على الرغم من أنهُ كانَ عليه تَركُ العَائلة والأصدقاء خَلفه

من نَاحيةٍ، يُمكنُ أن يَكونَ الخَوفُ مُفيداً جداً في المَواقفِ التي تَنطَوي على التهديد، ومِن نَاحيةٍ أخرى، يمكن أن يَجعل الخوف المُشكلات اليَومية تَبدو أكبر مما هي عليه بالفعل 

لكن متى يتحدث المرء عن اضطراب القلق؟

يتحدث المرء عن القلق عندما يُعاني الشخص المَعني من الخَوف. في هذهِ الحَالة، لم يَعد الخَوف يُحَقق غَرَضاً وِقائياً، بل يُبعد الشخص عن حَياتِه اليَوميَة. لذا فإنَ حدثاً معيناً (مثل الضَوضاء العالية) يُثير الخَوف وربما ذكريات المواقف التي كانت تَعني فيها الضوضاء العالية خطراً ما

لقد خَزنت نفسيتنا صوتَ الانفجار أو الدَوي في الذاكرةِ على أنه خطير. يَنطبقُ هذا أيضاً على المَواقفِ التي يَكونُ فيها الانفجار أو الدَوي على سَبيل المِثال قادم من العدم. إنه يُشْبهُ إنذارَ الحَريقْ الذي يبدأ في إصدارِ صَفير ليس فقط عند نشوبِ حريق، ولكن أيضاً عند وجود بخار

يَتجنب المُصابون مِنذُ ذَلكَ الحين هذهِ المَواقف المُسببة للخوف أو المشاعر الغير مريحة، مما يُؤَدي إلى تَفاقم الخوف.يَزداد الخوف بشكل كبير، عند تَجنُبنا للمَواقف المُحفزة لهُ

فَهل كلُ شخص يَخاف الثُعبانْ، يُعَاني من اضطراب القَلق!؟

لا، هذا خَوفٌ يُمكن أن يَكون مُفيداً ومُناسباً. مُعظم النَاس لا يُعانون منهُ في الحياةِ اليَومية (إلا إذا كانوا يَعمَلون في حديقةِ للحَيَوان ويَتَعامَلون مع العديدِ من الثَعابين).يُمكنُ للتجاربِ قبل وأثناءَ رحلة اللجوء، وكذلك تَحديات العيش في بلدٍ جَديدٍ بِقَواعدٍ جديدةَ، واللّغة والتَجارب المُجهدة مع العُنصرية أو البيروقراطية، أن تَخلِق مَخاوف

إذن ما الذي يَنبَغي أن أبحثَ عنهُ إذا شعرت أنا نفسي أو شخص عزيز عليَ بالخوف الشديد؟

:الأعراض المهمة التالية التي تُقَيد الحَياة

ـ الأشخاص المُتَضَررون يراودهم القلق الشديد وغالباً ما يكونوا سجناء هذهِ الأفكار

ـ الناس المُتَضَررون يَخَافونَ منَ الخَوف

ـ مُواجهة صُعوبة في النَوم، وآلام في العضلات، وَخز في الصَدر أو فُقدان الشَهية

ـ يَمنع الخوف الناس من القيام بالمهام اليومية مثل العمل أو الهوايات أو العلاقات الاجتماعية أو الشعور بالسعادة

ـ يَنعزل الأشخاص المُتأَثرون كثيراً ويَتَجنَبون المَواقف المُسببة للخَوف

ـ غالباً ما يعلم الأشخاص المُتأثرون أنَ الخوف هو مبالغ فيه وغير منطقي

ـ يُعَاني المُتأثرون بِشَكل كبير من هذهِ القيود

في بعض أشكال اضطراب القلق، والذي يُسَمى باضطراب الهَلَع، يَبدو أن الخَوف يَظهر من العَدَم ودون سابق إنذار.غالباً ما يَجدُ الأشخاص المُتأثرون رد فعل الخوف السريع غير المُتَوقع هذا مزعجاً للغاية وغالباً ما يكونُ لديهم شعور بأنهُ لم يَعُد بإمكانهم التنفس أو أن لَديهم شَيئاً ما ليس على ما يرام في القلب

كيف تُعالج المخاوف؟

غالباً ما يكون من السهلِ التعاملُ مع المخاوف. نقطة الاتصال الأولى هي طبيبُ الأُسرة أو مَركز الاستشارات النفسيةَ والاجتماعيةَ، الذي كما ذكرنا سابقاً، يستهدف أيضاً الأشخاص اللاجئين تحديداً

غالباً ما يكونُ العلاجُ النفسي ضرورياً لعلاج الخوف. مما يتيحُ للشخص النَظر عن كَثب إلى محفزات الخوف والاستراتيجيات لكيفية تقليل الخوف.أحمد قام بالعلاج….ولا يزالُ يَشعرُ بالخوف إذا سَمعَ صوتَ انفجار ولكنهُ الآن يعرف السبب، ويَتقبل الخوف ويمكنه تهدئة نفسه. ثم يواصل عمله. إن الخوف الآن هو مجرد رفيق صغير له

شكراً لكم

نود إخباركم بأنه تم إغلاق عملية تعيين مشاركين في دراسة خطوة خطوة. في المستقبل القريب، سوف نبدأ بتقييم البيانات الإحصائي. بمجرد الانتهاء، سوف نعلمكن عن نتائج تقييم فعالية برنامج خطوة خطوة تحت خانة مشروع القوى وبرنامج خطوة خطوة في مدونة سلام الروح

شكراً لكم على مشاركتكم معنا
مع كامل الاحترام والتقدير
فريق خطوة خطوة

مَا هُوَ الدَّوْرُ الَّذِي يَلَعِّبُهُ الْبَحْثُ الْعِلْمِيُّ فِي الرِّعَايَةِ الصِّحِّيَّةِ؟

:هذه المرة، لنبدأ بالسيناريو التالي

نور تعاني من مشاكل صحية وتبحث عن مختص لها. الأخصائي يأخذ تاريخ الحالة الطبية ويشخص ما قد تكون المشكلة لدى نور. يقول الأخصائي أنه يمكن علاج الأعراض بسهولة وبشكل مُعتمد باستخدام طريقة العلاج اكس واي (رمز تخيلي). إنها فعالة وتظهر دائماً نتائج جيدة. توافق نور على خطة العلاج وبعد فترة اختفت الأعراض بالفعل بفضل طريقة العلاج هذه!

الآن قد يتساءل المرء كيف يعرف الأخصائي ما إذا كانت طريقة علاج معينة فعالة أم لا. كيف يتم تحديد ما إذا كانت طرق أو مناهج العلاج مفيدة وفعالة أو ربما غير فعالة أو حتى ضارة. الجواب: عن طريق العلم والفحوصات العلمية

عندما يتم تطوير طريقة علاج جديدة – سواء كانت لمشكلة جسدية أو نفسية – يجب اختبار فعالية هذه الطريقة. يتم ذلك عادةً في إطار الدراسات العلمية مع أكبر عدد ممكن من الأشخاص المتأثرين بهذه المشكلة
:إذن يتم تحديد

 ١) هل الطريقة فعالة في حل المشكلة؟

٢) إذا كانت الإجابة بنعم (أو لا)، فلماذا؟

٣) كيف يمكن تحسين الطريقة؟

فقط بعد اجتياز طريقة العلاج الجديدة „لاختبار العلم“ يمكن تقديمها في مجال الرعاية الصحية. للرجوع إلى السؤال الأول في عنوان المقال، يلعب البحث العلمي دوراً مهماً للغاية في الرعاية الصحية!

:لنلقِ نظرة على حالة ملموسة من الحياة العملية

أُثبتت فعالية مناهج العلاج النفسي التقليدية (علاجات وجهاً لوجه) منذ فترة طويلة وذلك عبر جميع الحضارات. نتيجة لتطور التقنيات الحديثة، كانت هناك مجموعة كاملة من عروض العلاج عبر الإنترنت في العالم الغربي على مدى العقود القليلة الماضية. أثبتت العديد من الدراسات العلمية في المجتمعات الغربية فعالية مثل هذه الأساليب العلاجية المستندة إلى الإنترنت. بسبب العديد من العوامل، تم النظر في إمكانية تقديم علاجات عبر الإنترنت في المنطقة الناطقة باللغة العربية. تم دراسة هذا النهج علمياً لسنوات مع العديد من المشاركين الناطقين باللغة العربية، ولكنه لم يتم تأسيسه بعد كما هو الحال في الدول الغربية

نحن في جامعة برلين الحرة ندرس أيضاً النهج الحديث نسبياً في المناطق الناطق باللغة العربية. في إحدى الدراسات، نقوم حالياً باختبار تطبيق المساعدة الذاتية المستند إلى الهاتف الذكي النفسي والذي تم تطويره بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ويسمى „خطوة خطوة“. تمت ترجمة برنامج خطوة خطوة للبلدان الناطقة باللغة العربية وملائمته ثقافياً لتقديم الدعم النفسي في حالة الضغط والتوتر والحزن بسبب الظروف المعيشية الصعبة. يقدم العرض معلومات وتقنيات ومهارات نفسية، يمكن من خلالها إدارة المشاعر والأفكار المسببة للتوتر بشكل أفضل! يمكن حالياً استخدام خطوة خطوة من قبل اللاجئين من سوريا في ألمانيا والسويد ومصر. لن يكون التطبيق متاحاً لجميع المتحدثين باللغة العربية إلا بعد أن تكون الجامعة قادرة على إثبات فعالية خطوة خطوة

في الفقرة الأخيرة نود أن نكتب عن الدور الذي لا غنى عنه للمشاركين :الطوعيين في دراسات البحث العلمي

كل باحث علمي جيد يعلم أنه كلما زاد عدد الأشخاص المشاركين في الدراسة العلمية لنهج علاج معين والمتأثرين بمشكلة صحية، كانت نتائج الدراسة أكثر جدوى وقابلة للتعميم لعامة الناس! بمعنى آخر، يعتمد العلم على أكبر عدد ممكن من المتطوعين للمشاركة في دراساته. بغض النظر عن مدى فعالية طريقة العلاج الفعلية، إذا لم يتم إثبات فعاليتها عند العديد من المشاركين في الدراسة، فيجب عدم تقديمها في مجال الرعاية الصحية. كجزء من دراسة خطوة خطوة، تحتاج جامعة برلين الحرة إلى أكبر عدد ممكن من المتطوعين من سوريا الذين يعيشون في ألمانيا والسويد ومصر. لذلك إذا كنتم من سوريا وتعيشون في هذه البلدان، فإننا ندعوكم بحرارة للمشاركة في دراسة خطوة خطوة. الرجاء استخدام الروابط التالية لتحميل التطبيق ومعرفة المزيد

:صفحة الويب

https://khoutouwat.com/

:أندرويد

https://play.google.com/store/apps/details?id=de.fuberlin.stepbystep

:أيفون

https://apps.apple.com/us/app/%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%A9-%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%A9/id1487782077?ls=1

الأسبوع القادم سنكتب عن موضوع „اضطرابات القلق والخوف“.

!نحن نتطلع لزيارتكم