ربما كنتم قد سُئلتم من قبل ما إذا كنتم تفضلون الشتاء أو الصيف. يمكن أن يستند الجواب ببساطة على حالة الطقس. يفضل الكثيرون الصيف لأنهم قد يفكرون في الشمس والشاطئ والعطلات. ومع ذلك، هناك الآخرون الذين يفضلون المطر أو الثلج
أو أن بعض الناس يمرون دائماً بمرحلة مُجهدة ومُرهقة نفسياً في الشتاء أو الخريف ولذلك يختارون الصيف
الأيام القصيرة، الليالي الطويلة، والطقس الغائم هي من سمات فصل الشتاء. تذهبون إلى العمل في الظلام، وتقضون اليوم في المكتب وتعودون إلى المنزل عندما يكون الظلام قد حل مرة أخرى
هذا التغيير في الفصول يؤثر على مشاعرنا ومزاجنا. ونتيجة لذلك، يُلاحظ الكثيرون تقلباتً في المزاج والطاقة
في علم النفس تسمى تلك الظاهرة أو الاضطراب بـالاكتئاب الموسمي أو الفصلي
والسبب الرئيسي لذلك هو عدم وجود ضوء النهار الطبيعي. عيوننا تزود دماغنا بشدة الضوء لتنظيم ساعتنا البيولوجية الداخلية. وهذا بدوره يؤثر على مزاجنا ونومنا وشهيتنا
ماهي أعراض هذا الاكتئاب الموسمي؟
يشعر المرء بعدم الارتياح، والتعب والخمول ويكون لديه مزاج منخفض، وعدم الاهتمام بالأنشطة التي عادة ما يرغب المرء في القيام بها. لا يعد بإمكان المرء المحافظة على تركيزه، على خلاف العادة. والقدرات الفكرية الأخرى تنخفض خلال هذه الفترة. وينسحب المرء أيضا اجتماعياً ويتجنب العلاقات الاجتماعية
بالإضافة إلى ذلك، هناك أيضاً أعراض تظهر على المستوى البدني: يعاني المرء بشكل رئيسي من اضطرابات النوم، لذلك غالباً ما يكون المرء متعباً. تزداد الحاجة إلى النوم ويُرافق ذلك بصداعٍ وألم في الرقبة. يزداد الوزن لأن الشهية تزداد، وخاصة على الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات
لا تقتصر هذه الأعراض على البالغين، حتى الأطفال والمراهقين يمكن أن يعانوا منها أيضاً
ماذا يمكن أن نفعل حيال ذلك؟
في المقام الأول، يجب أن تحاولوا تنظيم اليوم بطريقة لا تفوتوا فيها ضوء النهار الطبيعي من خلال ممارسة الرياضة خلال النهار مثلاً
عرض بشرتنا للضوء (نعم، حتى عندما لا تشرق الشمس) يؤدي إلى تأثير ملحوظ. وهذا يسمح لجسمنا بإنتاج فيتامين (د)، الذي له تأثير مضاد للاِكتئاب ويؤدي للإحساس بالنشاط
إذا كانت الأيام قصيرة جداً بحيث يكون المشي في الضوء يكاد يكون غير ممكناً، يمكن أن يعطي ما يسمى مصباح النهار أو مصباح الضوء الأبيض أيضاً هذا التأثير في الغرف الداخلية
وتشير الدراسات إلى أن هذه المصابيح لها تأثير إيجابي على أعراض الاكتئاب الموسمي (وأيضاً على أشكال أخرى من المزاج الاكتئابي)
على الرغم من الرغبة لتجنب التواصل الاجتماعي، يجب على المرء أن يحاول الاجتماع مع الأصدقاء والعائلة وربما إخبارهم عن ذلك بقدر ما يمكنه ذلك. ربما يحصل المرء على دعم إضافي أو يمكن تبادل الاستراتيجيات المشتركة ضد كآبة الشتاء
يجب على المرء أيضاً اتباع نظام غذائي متوازن، الأطعمة التى تحتوي لبنة البروتين التربتوفان، مثل الكاجو أو تيروزين الاحماض الامينية، مثلاً الاسماك أو الفول السوداني، يمكن أن تعزز من اِفراز السيروتونين. يسمى هذا الهرمون، السيروتونين، هرمون السعادة
مع ممارسة الرياضة في الهواء الطلق والتعرض للضوء والتواصل الاجتماعي والنظام الغذائي الصحيح، يمكن تخفيف العديد من الأعراض
إذا كانت الاِستراتيجيات المذكورة لا تجعلكم تشعرون بتحسن، يمكن أن يقدم لكم المعالج النفسي/ المعالجة النفسية المزيد من استراتيجيات مساعدة وقيمة. جربوها