هَلْ مَازِلْتُم تَذكُرونَ عَليّ؟ لَقدْ بَدأَ العَلاجَ وذَلِكَ لِتَعلمِ كَيفيَّةِ التَعامُلِ بِشكلٍ أَفضَلٍ مَعَ تَقلُبَاتِ مَزاجهِ واِضطِرَابَاتِ النَومِ والحُزنِ. في هذهِ الأَثناء، ذَهبَ إِلى العِلَاجِ عِدةَ مَراتٍ وَلاحَظَ في حَياتِهِ اليَوميِّةَ بِأَنَهُ يَمرُ أَحياناً بِلَحَظاتٍ جَيدةٍ، حَتى وإِن كَانَ لا يَزالُ حَزِيناً لِلغايةِ
بِسبَبِ أَسئلَةِ المُعالِجة المُحددةِ، تَمَ تَشخِيِّصُ عَليِّ بِأَنَهُ مُصابٌ بِالاِكتِئَابِ. فِي الخُطوةِ التَاليِّةَ، شَرحَت المُعالِجة الكَثيِّرَ عَن مَرضِ الروحِ هَذا وأَيِّضاً كَيفيةُ عَمَلِ الروحِ والعقل والجَسدِ فِي الوَاقع. تَعلمَ عَليّ العَديِّدَ مِنَ الأَشياءِ الجَديِّدةِ فِي هَذهِ العَمليةِ. عَلى سَبيلِ المِثالِ، مَا مَدى أَهميِّةُ العَواطِفِ والأَفكارِ وَمَدى تَأثِيرهَا عَلى صَحتِك. أَطلَعتهُ المُعالِجة عَلى تَمارينٍ بَسيِّطَةٍ، كَيفَ يُمكِنُه أَنْ يَهدأَ فِي المَواقِفِ الصَعبَةِ. وَجدواً أَيضاً أَنشِطَةً بَسيِّطَةً مَعاً، مِثلُ الذَهابِ فِي نُزهَةِ عَلى الأَقدَامِ أَو مُقابَلةِ الأَصدِقَاءِ، والَتي يُمكنُ أَنْ يَقومُ بِها عَليّ بِمُفرَدهِ لِتَحسيِّنِ مَزاجِهِ. لَقدْ أَدركَ أَكثرَ فَأكثرْ أَنَ العِلَاجَ النَفْسِّي لَيِّسَ مُجرَدُ خِداعٍ، ولَكنَهُ فُرصةٍ لِتَعلُمِ شيء عَن نَفسِكَ وَروحِكَ وَصِحتِكَ. أَصبحَ عَليّ وَمُعَالَجتِه النَفْسيِّةَ فَريِّقاً جَيِّداً
بَعدَ التَعرفِ عَلى بَعضِنَا البَعض وتَشخيصْ الحالة المَرَضية، تَستَمِرُ المُنَاقَشاتُ المُتَبادَلُةُ فِي العِلاجِ النَفْسِّي. هُناكَ أَيضاً تَمارِينٌ يَتَعلمُها المَريِّضُ مَع مُعالجٍ أَو بِدونِهِ مِنْ أَجلِ فِعلِ شَيء جَيدٍ لِروحِهِ
بعدَ ذلكْ يُناقِشُ كِلَاهُمَا مَعاً مَا كَانَ جَيِّداً أو أَقل جودةَ فِي التَماريِنِ المَنزِليِّةَ وأَينَ يَنبَغِي أَنْ تَذهَبَ هَذهِ الرِحلةُ. يَجبُ عَلى المَريِّضِـ/ـةِ أَنْ يُلاحِظَ بِأَنَ هو/هي يُمكِنُ القِيِّامُ بِشيء بِنَفْسهِـ/ـا وذَلِك لِكي يَكونَ أَو تَكونَ بِحالٍ أَفضَلٍ. يُمكِنُ له/ لها أَن يحررَ أو تُحرر نَفسهُـ/ـا تَدريجياً مِنَ الماضي ويُطورَ أو تُطور أَفكاراً وأَهدَافاً جَديدةً لِحَاضِرهِـ/ـا ومُستَقبَلِهِـ/ـا
قَد تَتَساءَلون: مَا هِي أَهدافُ المَريِّضِ وَرَغَباتِهِ؟ فِي بَعضِ الأَحيَّانِ يَكونُ أَمراً عَمليِّاً جداً. „أُرِيدُ أَنْ أَجِدَ وَظيفةً أَو أَنْ يَكونَ لَديَّ المَزيدُ مِن وَقتِ الفَراغِ.“ وفِي بَعضِ الأَحيَّانِ يَكونُ الأَمرُ أَكثرَ خُصوصِيَّةً. „أُريدُ أَنْ أَشعرَ بِالأَمانِ مَرَّةً أُخرَى أَو أَنْ أَتَعامَل مَع عَائلَتي.“ غَالِباً مَا يَتَعلَقُ الأَمرُ بِالخَسائرِ أَيِّضاً. قد توفيَ شخصٌ قريب، فَقدَ المريضُ وظيفته أو حتى وَطنه بأكمله. ثُمَ يَتَعلَقُ الأَمرُ بِالنَظَرِ فِي كَيفيِّةَ تَعلُمِ المَريِّضِ التَعامُلِ مَع هَذِهِ الخَسارةِ والمُشارَكَةِ فِي الحَيَّاةِ مَرةً أُخرَى
مِن نَاحيةٍ أُخرى، هُنَاكَ الكَثيِّرُ مِنَ التَبادُلِ فِي العِلَاجِ النَفْسِّي حَولَ مَا يُحرك المَريضُـ/ـة، ولَكن قَبل كل شيء فإنَ فَهمَ وتَعلُمَ الكَثيرَ عَنِ الذَاتِ، لَيِّسَ بِالأَمرِ السهلِ دائماً. يَواجه المريضـ/ـة رَغباتهِ وأَحلامهِ الخَاصةَ، ولَكنْ أَيِّضاً يواجِهُ خَسائرَهُ وإِخفَاقَاتُه، وَأفَكارَهُ ومَشاعِرَهُ وسُّلوكَهُ الخَاص. لِهذَا السَبَبْ مِنَ المُهمِ أَنْ يَكونَ مَعكَ خُبَراءٌ تَثِقُ بِهمْ لا يَحكُمونَ عَليّكْ
أَخيِّراً، يُساعِدُ المُعَالِجُ المَريِّضَ مِنْ خِلالِ التَماريِّنِ والمُنَاقَشاتِ والتِقَنِيَاتِ الخَاصَّةِ لِلحُصولِ عَلى وِجهَاتِ نَظرٍ جَديِّدَةٍ حَولَ الوَضعِ الحَاليّ. بِالإِضَافَةِ إِلى ذَلِكَ، فَهُمْ يَعمَلونَ معاً لِإيجَادِ طُرُقٍ لِتَنفِيِّذِ أَهدافِ المَريِّضِ وَرَغَباتِهِ. يَقومُ المُعالِجُ بِدَعمِ المَريِّضِ إِذَا كَانَ لَا يَزالُ يَتَعيَّنُ عَليِّهِ تَعلمِ شَيء مَا. المُعالجُ لَا يَحُلَ مَشاكلَ المَريِّضِ، بَلْ يُسَاعِدُهُ عَلى تَعلمِ سُلوكيَّاتٍ جَديِّدَةٍ لِلتَغلُبِ عَلى المَشاكِلِ بِنَفْسِّهِ أَو بِمُسَاعَدَةِ الأَصدِقاءِ والعَائلَةِ
أَجرى عَليّ الآن ١٦سَاعةِ مِنَ العِلَاجِ النَفْسيِّ. لَقدْ تَخيِّلَ أَنْ الأَمرَ مُختَلِف تَماماً عَمْا كَانَ عَليِّهِ مِنْ قَبلْ. تَطرحُ المُعالجة أَحيِّاناً أَسئلةً مُثيرةً لِلاهتِمامِ، وأَحياناً تُشجعُ عَليّ عَلى القيامِ بتمرينٍ ما. يَبكي عَلي بَينَ الحينِ والآخر أَثناءَ القِيَامِ بِهَذهِ التَمارين، ولَكنَ هَذا على ما يرام. لَديِّهِ شُعورٌ بِأَنَهُ يَستَطيِّعُ القِيَامَ بِذَلِكَ فِي العِلَاجِ. يَتَعرفُ بِشَكلٍ أَساسي عَلى نَفْسِهِ بِشَكلٍ أَفضلَ وَقَد قَامَ بِالفعلِ بِالتَدريِّبِ على أَساليِّبٍ ِللتَعامُلِ مَع حُزنِهِ. إِنَهُ الآنَ يُخبِرُ أَصدِقَاءهُ فِي كَثيِّرٍ مِنَ الأَحيانِ بِمَا يَشعُرهُ حَقاً، ومُعظَمُهم يَقومون بالإخبارِ عَنما يُثيِّرُ قَلَقُهم. إِنَهُ يَشعرُ أَنَ صَداقاتُهُ أَصبَحَتْ أَقربْ. بِالإضَافَةِ إِلى ذَلِكَ، يَكتُبُ فِي كِتابٍ صَغيِّرٍ فِي المَساءِ الأَشياءَ الجَيِّدَةً الَتي مَرَ بِهَا فِي ذَلِكَ اليَّومْ، لِذَلِكَ يَشعُرُ أَحيَّاناً بِالِامتِنَانِ وَبِحافزٍ أَكبرْ فِي صَباحِ اليَّومِ التَالي
فِي المَرَّةِ القَادِمَةِ سَيُّخبِرُكُم عَليّ بِنَفْسِّهِ عَنْ تَجرُبَتِهِ مَعَ العِلَاجِ النَفْسيِّ
نَحْنُ نَتَطَّلعُ لرؤيتكمْ جميعاً